كورونا وإصاباتها… التسونامي المنتظر

تالا الحريري

ساد العالم مصطلح “تسونامي كورونا” عبر وسائل الاعلام وأرعب الناس كثيرا، خاصة بعد قول الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس في مؤتمر صحافي: “أشعر بقلق بالغ من أن يؤدي انتشار أوميكرون، لكونه متحور أشد عدوى، في الوقت عينه مع دلتا، إلى تسونامي من الإصابات. ذلك يمثل عبئا هائلا على العاملين الصحيين المنهكين وعلى منظومات صحية تقف على شفير الانهيار”.

واليوم أصبح من الصعب كشف الاصابة بكورونا بفضل المتحور أوميكرون الذي تميّز بخفّة عوارضه، لكن التريث بالاقفال ما زال سيّد الموقف. لا دولة يُحسد على حالها، وقد أصبح العالم بأجمعه يتخبّط بالمتحور الجديد الذي ظهر مؤخراً ولم يستغرق وقتاً لاجتياح الكرة الارضية بأكملها.

دقيقة واحدة بين موت الأم وابنها

مع كل يوم جديد ترافقنا قصص جديدة لأشخاص أصيبوا بفيروس كورونا، إمّا نجوا بعد المعاناة وإما ضعفوا أمام الفيروس فغلبهم. وهذه قصة السيدة صبحية قميحة التي توفيت بعد دقيقة واحدة من وفاة إبنها عادل عيسى إثر إصابتهما بفيروس كورونا .فإستطاع الفيروس خطف روح أم وابنها بفارق دقيقة واحدة.

لبنان في مرحلة الانتشار

لم يمر الكثير من الوقت على دخول المتحور أوميكرون الى لبنان، لكنه بسرعة دخل في مرحلة انتشار الوباء، وذلك بعد إعلان وزير الصحة فراس الأبيض في مؤتمره مع لجنة متابعة كورونا عن تسجيل لبنان 3153 إصابة، وبلوغ نسبة إشغال الأسرّة 85% حسب رئيس اللجنة الصحية النيابية الدكتور عاصم عراجي لـ”لبنان الكبير”.

وعن وضع لبنان، أفاد عراجي بأنّه “عندما يكون هناك 3153 اصابة وقطاع صحي متهاوي ونقص في الممرضين والأطباء وفي الأدوية وأسرة العناية الخاصة بكورونا وارتفاع الكلفة الاستشفائية، بالطبع يكون لبنان في دائرة الخطر. فالدولة لا تدعم القطاع الصحي بالشكل الكافي، وفي حال ارتفعت الاصابات أكثر بعد رأس السنة وزاد دخول الناس إلى العناية سنكون أمام أزمة صحية كبيرة”.

وتابع: “مشكلة كورونا أنّ إصاباتها تتضاعف كل يومين ونصف لذلك وصف الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية الوضع المقبل بـ”تسونامي كورونا”. لكن لا تتبيّن الاصابات الآن اذا كانت خطرة أم لا، فبعض مراكز الأبحاث تقول أنّ أوميكرون أقل خطورة من دلتا بينما مراكز أخرى تقول عكس ذلك. أسبوعان وسيصبح أوميكرون الأساس في العالم، لكن حتى الآن لا يوجد قرار طبي واضح بخطورة أوميكرون”.

الحصة الأكبر من الاصابات بالمتحور أوميكرون

عالمياً، أشار عراجي الى أنّ الاصابات في أميركا بلغت 232 ألفا يوم الأربعاء، وفي فرنسا 200 ألف إصابة وبريطانيا 183 ألفا. ففي أميركا تبيّن أنّ 80% من الاصابات تعود للمتحور أوميكرون و90% في بريطانيا وفوق الـ50% في فرنسا”.

وقد ارتفعت حصيلة المصابين بفيروس كورونا حول العالم الى 284.939.444 مليونا حتى صباح الخميس 30 كانون الأول 2021، أمّا الوفيات فبلغت 5.438.948 ملايين. أما الاصابات بالمتحور أوميكرون فبلغت الاصابات أرقاماً قياسية في جميع الدول. وارتفعت الحالات المسجّلة على الصعيد العالمي بنسبة 37% بين 22 و28 كانون الأول، وفق حصيلة لوكالة “فرانس برس” استنادا إلى بيانات وطنية. وسُجّل 6.55 ملايين حالة ما بين 22 و28 كانون الأول، في أعلى حصيلة منذ إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا وباء عالمياً في آذار 2020.

دول العالم

في الهند، ارتفعت الاصابات بفيروس كورونا الى 34.82 مليونا وعدد الوفيات الى 480860 ألفا. في ألمانيا أظهرت بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، ارتفاع عدد الإصابات إلى 7.109.182 ملايين والوفيات الى 111.602. وفي الأرجنتين، جاءت نتائج اختبارات 42032 ألفا ايجابية، حسب الحكومة، وهو ما يتجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 41080 حالة والمسجل في أيار الماضي، وتم تسجيل 26 حالة وفاة في 24 ساعة. في الصين، بلغت الاصابات المؤكدة 101.890 ألفا ولم تسجل أي وفيات جديدة ليظل العدد ثابتاً على 4636. في البرازيل بلغ مجمل الاصابات 22.263.834 مليونا منهم إصابات مؤكدة بمتحور أوميكرون و618.817 حالة وفاة. وفي مصر قال حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة في بيان: “إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الأربعاء هو 383.857 ألفا من ضمنهم 319.225 حالة شفاء و21.695 ألف حالة وفاة”.

شارك المقال