“مومو” القاتلة إلى الواجهة من جديد!

راما الجراح

لعبة إلكترونية تزهق أرواح الأطفال والمراهقين، فبعد مرور عامين تقريباً على ظهور لعبة “الحوت الأزرق” و”مريم” وغيرها من الالعاب الإلكترونية الخطيرة التي ذهب ضحيتها المئات حول العالم، تعود اليوم لعبة “مومو” لتتصدر قائمة ألعاب الأطفال على الهواتف المحمولة وذلك بعد أن اعتادوا استخدامه واكتشاف كيفية مشاهدة فيديوهات إلكترونية عليه أو تنزيلها منذ العام 2019 بعد أن أصبح التعليم عن بُعد.

وقد حذرت المتخصصة في علم الاجتماع حنان عراجي الاهل من “ضرورة متابعة ما يشاهده أطفالهم على الإنترنت، والتنبه لأي أعراض غريبة يمكن أن تطرأ على المراهقين الذين تستهدفهم تحديات الألعاب المخيفة التي عادت وظهرت في الآونة الأخيرة بسبب استخدام الأطفال والمراهقين للهواتف المحمولة بكثرة نتيجة التعلم عن بعد من جهة، وعند الانتهاء من التعليم حتى فترة الاستراحة لهم تكون على الهاتف عبر مشاهدة فيديوهات أو استخدام العاب إلكترونية للتسلية”.

وأضافت لـ”لبنان الكبير” إلى أن “هناك إفراطا كبيرا من قِبَل الأطفال والمراهقين في استخدام الألعاب الإلكترونية مما يؤدي إلى الوقوع تدريجياً في قبضة الاضطرابات السلوكية والعضوية والنفسية”. وأشارت إلى أن “مصطلح التوحد الإلكتروني بات شائعاً للإشارة إليهم، إذ يتحولون بسبب ساعات اللعب الطويلة إلى شخصيات انطوائية، تميل إلى الاكتئاب والعزلة وتعاني الأرق، متوحدة بالكامل مع الواقع الافتراضي خاصة في ظل غياب أو ضعف العلاقات والرقابة الأسرية”.

في السياق عينه، أكدت دراسة نشرتها مجلة “علم النفس الإلكتروني” لمعرفة أسباب ارتفاع معدلات الانتحار في المرحلة العمرية ما بين 15 و29 عاماً، وكانت من أهم الدوافع شعور الشباب بالضياع والقلق والاكتئاب نتيجة الممارسة المفرطة للألعاب الإلكترونية، إما بتخصيص ساعات طويلة للجلوس وراء الشاشات، أو بالإدمان على ألعاب معينة تحثّ على العنف.

وروت إحدى الأمهات ما حصل مع ابنتيها فاطمة وملاك بينما كانتا تلهوان على الهاتف: “عادة أطفالي يلعبون في العاب عادية موجودة على هاتفي وانا قمت بتنزيلها لهم، لذلك لم أكن أكترث لكل يفعلون بعد الإنتهاء من تدريسهم، ومنذ اسبوع تقريبا فوجئت بملاك تبكي وتقول أن هناك شبحا على الهاتف قال لي انه سيأتي في الليل ليسحبني من فراشي، وعندما أمسكت التلفون رأيت شكلا شبيها فعلا بالشبح، شعره خفيف جداً وعيناه كبيرتان جداً ويتكلم وكأنه يراسلنا بشكل مباشر واسمه “مومو”، الموضوع مرعب فعلاً، وحتى اليوم أولادي لا يتجرأون على النوم في سريرهم وحدهم وأصبحوا يخافون من أي اسم دلع لأي بنت يقال لها مومو”.

يُذكر أنه من سنتين تسببت إحدى الألعاب الإلكترونية الشبيهة بلعبة “مومو” في منطقة البقاع الغربي في بلدة الروضة بانتحار طفلة تبلغ من العمر ١٢ عاماً، بعدما اندمجت في اللعبة وكلامها، دعتها إلى تعليق نفسها بحبل من رقبتها ووعدتها بانها ستقوم بإرجاعها إلى الحياة وبانها لن تموت، لكن الطفلة شنقت نفسها وفارقت الحياة مباشرة”.

وقد أشار العديد من المتخصصين في مجال تقنية المعلومات الى أن فكرة “لعبة مومو” بسيطة، وهي “عبارة عن رسالة تصلك على تطبيق “الواتس اب” من رقم غير معروف، يخبرك فيها أن اسمها “مومو”، ومرفق بها صورة لها، وأنها تعرف جميع معلوماتك، وبمجرد الضغط على صورتها وبدء الحديث معها تكون قد سمحت لها بالتجسُّس على هاتفك، وذلك لوجود معلومات مخفيّة داخل صورتها، فتتمكن من اختراق الهاتف والوصول لجميع ملفاتك داخل الجوال، وتبدأ بعدها مرحلة الابتزاز، بحيث تطلب منك القيام ببعض المهام، وتحذِّرك أنك إذا لم تفعل ذلك سوف تُبيدك عن ظهر الكرة الأرضية”.

في المحصلة، هذه اللعبة هي عبارة عن ملفات تجسُّسية مخفيّة داخل صورة أو فيديو أو أنيميشن، أو حتى رابط إلكتروني، أو رقم مرسل إليك، بهدف اختراق الهواتف أولاً، ومن ثم الابتزاز بمجرد الإتصال بالمستخدم، حيث يقدم حساب “مومو” عدداً من التحديات والانشطة التي يجب إكمالها، والتي تشجع الأطفال على القيام بأعمال عنف تنتهي بالإنتحار. وفي حال رفض المستخدم متابعة أوامر اللعبة، يقوم مومو بتهديده بصورٍ عنيفة.

شارك المقال