غضب كبير يسود بلدة جب جنين، ترجم على أرض الواقع من خلال تحركات شعبية كبيرة بسبب حرمان البلدة من الكهرباء، وقد حمّل المعتصمون جهات سياسية وحزبية تسيطر على قطاع الكهرباء تعطيل قرار نواب المنطقة الذي أفضى إلى اتفاق مع مصلحة الليطاني وكهرباء لبنان ووزارة الطاقة يقضي بتركيب وصلة بين سهل مشغرة وجب جنين إضافة لمحطة تغذي منطقة راشيا. وأكد الأهالي أن همهم الأول هو المساواة بين أبناء القرى حيث الانارة 22 ساعة في قرى غربي البحيرة وجنوب سد القرعون، في حين تعيش قرى شرق البحيرة في العتمة في ظل ظروف اقتصادية صعبة للغاية.
وصدر عن أهالي بلدة جب جنين بيان يردون فيه على “أكاذيب العوني” شربل مارون حسب وصفهم، واتهموه بأنه يحاول في بيانه الذي أصدره منذ يومين أن يتنصل من كل الوعود ووصلت به الامور إلى حد إلباس الموضوع بعداً طائفيا. وطالب الاهالي في بيانهم اخراج مصالح الناس من بؤر التجاذب السياسي بين القوى السياسية التي انهكت البلاد وافقرت اللبنانيين وجوّعتهم وهجّرتهم فيما البعض لا هم له سوى الكرسي. وهدّد الاهالي بخطوات تصعيدية كالتي حصلت اليوم حيث اعتصم الاهالي واقفلوا جميع المراكز الرسمية بما فيها سراي جب جنين ومحطة الكهرباء ومكب النفايات ومركز اوجيرو ومؤسسة كهرباء لبنان.
وكان لفت عضو كتلة “التحرير والتنمية” النّائب محمد نصرالله في تصريح، إلى أنّه “بعد أن قامت المصلحة بإصلاح هذا الخط، بالتّعاون بين النوّاب و”مؤسسة كهرباء لبنان” واتحاد بلديات البحيرة، أكّدت المصلحة أنّ الخطّ المذكور أصبح تحت التوتّر وبتصرّف مصلحة التنسيق في “كهرباء لبنان”، لنقل الطّاقة إلى محطّة جب جنين، مشدّداً على أنّه بالتّالي، على مصلحة التّنسيق في مؤسسة كهرباء لبنان تعزيز التّغذية لمحطّة جب جنين من خط عبد العال – جب جنين 66 ك.ف. الّذي أصبح تحت التوتّر”.
وأوضح نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي عبر “لبنان الكبير” أنه “عُقد إجتماع في مكتبي ضم وزير الطاقة، وزير البيئة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، رئيس مجلس إدارة المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، والسادة نواب البقاع الغربي، وتم الاتفاق بالفم الملآن على وضع عامود كهرباء في منطقة سحمر/القرعون 66 ك.ف، على أن يتم تمديد شريط منه إلى المحطة مباشرةً في جب جنين، وبالتالي معمل عبد العال يستطيع تزويد كمية مقبولة لمدة ساعتين على أن تزيد الكمية عندما يزيد موسم الشتاء”.
وأضاف: “في الواقع نُفذ هذا الأمر من قِبلنا، وتم وضع العامود واستطاع الأهالي تجميع مبلغ 11 ألف و500 دولار ووصلت الكهرباء إلى المحطة، لكن عند وصولها تبيّن أن هناك يدا سرية وخفية تمنع تنفيذ الموضوع، وهذه النقطة قيلت لنا في الاجتماع من قِبَل المدير العام للطاقة وذلك بعدما اتفقنا على الخطة، وقالها حرفياً (أنا تقنياً أتبنى الأمر لكن بحاجة لقرار سياسي)، وكان جوابي له أمام الجميع: (مِن مَن تريد قراراً سياسياً ووزير الطاقة هنا إلى جانبك أليس هو الجهة التي يجب أن يؤخذ بقرارها؟)، طبعاً نحن نعرف من يقصدون بالقرار السياسي، وهي عينها اليد الخفية والغرفة السوداء التي تسيطر على وزارة الطاقة وتستثمرها في السياسة”.
واعتبر الفرزلي أنه “عند أهالي جب جنين، كامد اللوز، عين عرب، كفردينس، الرفيد، خربة روحا، المحدثة، وغيرها من المناطق البقاعية المجاورة أصبح الموضوع مسألة كرامة أكثر مما هو تغذية كهربائية، وإن كان الموضوع “نكاية” بإيلي الفرزلي أو غيره، ما ذنب الأهالي لتنتقمون منهم؟ ولماذا امتنعت وزارة الطاقة عن تحويل الكهرباء بعدما أصبح الخط المذكور بتصرف مصلحة التنسيق في مؤسسة كهرباء لبنان؟ والمضحك في الموضوع أنه عادة التغذية الكهربائية تكون ساعتين فقط في الـ24 ساعة، أما البارحة وبعدما سمعوا بيوم اثنين الغضب، قاموا بتغطية المنطقة بالكهرباء على غير عادة، إذاً هذه مسخرة كادت النفس تتقيأ من هذا الواقع، ومن حق الناس أن تعبّر عن غضبها، وتحية لكل من يطالب بحقه”.
ولفت رئيس بلدية جب جنين السابق عيسى الدسوقي أن “جب جنين لها حق مكتسب في التغذية الكهربائية، فهذه المنطقة قدّمت ما يزيد عن ألف دونم لمصلحة نهر الليطاني وهذه المساحة الأكبر التي تقدمها منطقة واحدة على امتداد النهر، كما أنها تضم محطة كهرباء أدّت إلى تراجع عامل الاستثمار في المنطقة وأثّرت سلباً في العقارات وأهالي المنطقة نظراً لوجود التوتر العالي، بالإضافة إلى أن جب جنين أمنت معملا لفرز النفايات، بالإضافة إلى تخصيصها مساحة كبيرة لمطمر ولكن للأسف لم يتم أخذ الموضوع بعين الاعتبار”.
ورأى أنه “على الرغم من أن جب جنين تضم عددا كبيرا من المؤسسات من سراي البقاع الغربي لكونها مركز القضاء، ومحكمة شرعية، ومركز للامن العام، ودائرة نفوس، وبنوك ومستشفى وغيرها، لكن كل هذه الاعتبارات لم تحرك ساكناً لإنقاذها من المشاكل التي تصيبها بسبب سوء التغذية الكهربائية، وأنا أؤيد كل تحرك يقوم به أهالي جب جنين واليوم اختلف التحرك عن المرات السابقة إذ لمس الجميع التصعيد الحاصل والذي سيستمر حتى تحقيق مطالبهم”.
وختم الدسوقي: “نحن لسنا ضد أي جهة، ونطالب بحقنا بعيداً عن الطائفية والمذهبية، واليوم في ظل إنحلال للدولة يعني أنه أصبحت كل الوسائل والأساليب ضمن الآداب طبعا مباحة، ومن حقنا رفع الصوت وبالأخص لأننا وُعدنا من أكثر من جهة سياسية بالتغذية الكهربائية ولم يفِ أحد بوعده”!
على أمل قطع اليد الخفية وإزالة الغرفة السوداء من مسألة التغذية الكهربائية لهذه المنطقة، حتى يتم التوصل لحل سريع يناسب الجميع!