أسعار السوبرماركت “جهنم” من نوع آخر!

آية المصري
آية المصري

إنهيار ما بعده إنهيار، دائما ما تنعكس الأوضاع الاقتصادية على حياة الشعب اللبناني وتحد من عيشه الكريم ورفاهيته. لم يعد يطلب المواطن الرفاهية وإقتصر الموضوع على تأمين قوته اليومي وتدفئته. الغلاء المستشري مرتبط بانهيار العملة الوطنية مقابل سعر صرف الدولار في السوق السوداء. ومن البديهي فقدان التسعيرة خاصة خلال الأيام السابقة الأخيرة وتجاوز الدولار عتبة الـ33 ألفا، إذ باتت الأسعار وما زالت خيالية على الرغم من الإنخفاض اليومي للدولار.

يدخل المواطن السوبرماركت والدكاكين وصفير الإنزعاج يحوطه من كل الإتجاهات والجوانب. لا يمكن وصف ما يعيشه المواطن داخل جهنم السوبرماركت، ألا يكفي دفع مصاريف وأموال لا تُعد ولا تُحصى؟ فأين الرقابة من الجهات المعنية؟ وهل سيتوقف تجار السوبرماركت عن إستفراز المواطن بشأن أسعار سلعها ومنتجاتها؟ وما رأي المواطنين في تلك الاسعار؟

الدوريات الرقابية تُكثف!

أكد المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر لموقع “لبنان الكبير” ان “مراقبي حماية المستهلك يكثفون دورياتهم في الآونة الأخيرة مع إنخفاض سعر صرف الدولار. وإضافة الى ذلك، هناك دوريات مشتركة مع البلديات ومع جهازي الأمن العام وأمن الدولة لانه من غير المقبول ان نشهد إرتفاعا بأسعار السلع عند ارتفاع سعر صرف الدولار ولا نشهد إنخفاضاً بأسعار هذه السلع عند إنخفاض سعر صرف الدولار”.

ولفت نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي، في وقت سابق، الى ان المواطن بات همه التأكد من إنخفاض الأسعار، داعيا المحال التجارية لعدم التأخر في خفض أسعارها تزامنا مع إنخفاض سعر صرف الدولار. وأشار الى ان المحال باشرت تقديم لوائح أسعار جديدة بعد تراجع الدولار وكل شركة سعّرت حسب أسعارها السابقة.

وفي الوقت عينه، شدّد نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد على “أهمية التعاون مع وزارة الاقتصاد لإيصال السلع الغذائية والإستهلاكية بأفضل الأسعار”. وأشار الى أنهم “يقومون بتسعير البضاعة والمنتجات بناء على لوائح أسعار الموردين، وهناك شركات سلمت لوائح أسعار مخفّضة تصل نسبتها في بعض المنتجات الى 25%، علما أن الأسعار على الرفوف واضحة والناس لمست إنخفاضا في أسعار بعض المنتجات كالحبوب والزيوت والألبان والأجبان”.

الأسعار ما زالت خيالية!

واعتبر شادي الموظف في محل تجاري ان “شراء اي من المنتجات بات كارثة، الأسعار خيالية الى حد كبير وفي تغير مستمر فاذا أردنا شراء علبة من الأجبان على سبيل المثال يرتفع سعرها في اليوم التالي ما يقارب 10 آلاف، وعندما نسأل عن سبب الارتفاع الهستيري يكون الجواب واضحا الدولار يواصل إرتفاعه”. وأضاف: “نشهد إنخفاضا ملحوظا في الدولار في حين الأسعار ما زالت مسعّرة كالسابق، لماذا هذا الإستهتار بعقولنا؟ لماذا يعتبرون الشعب يعاني من الغباء؟ يكفي لم نعد بقدرتنا أن نتحمل المزيد من الأزمات والأعباء!”.

وقالت ربة المنزل سعاد: “في السابق كنا نقوم بالتبضع لشهر كامل لكن اليوم الأمور اختلفت كثيرا ولم نعد نفكر في المستقبل نتيجة الأوضاع السيئة والتي تزداد سوءا. أصبحنا نشتري المواد الغذائية اللازمة لطبخة واحدة، وللأسف ما نشتريه اليوم لا يمكننا شراءه في اليوم التالي نتيجة الأسعار الخيالية. أدخل السوبرماركت وأعجز عن تفسير الحالة النفسية المهيمنة علينا، لا يوجد أسعار على الرفوف وأثناء دفع الفواتير تتعرف الى الأسعار وتنصدم. أين الرقابة؟ لا يمكنهم توقيف كل التجار الذين يبيعون بقلة ضمير؟ لم تعد المبادئ موجودة والأولوية لكيفية زيادة أموالهم!”.

يبدو ان قدر المواطن تحمل كل هذه الأعباء، ويبدو ان مصير هذا الشعب سيبقى مرتبطا بنار جهنم التي لن تخمد إلا بعد غياب كل هذه الطبقة الفاسدة.

شارك المقال