متحور متفرّع من أوميكرون… وعقار فموي جديد

تالا الحريري

لا يهدأ الباحثون والعلماء، فمع كل يوم جديد تظهر دراسات عديدة ايجابية وسلبية عن فيروس كورونا، ويسعى الخبراء حول العالم لعرض جهودهم من أجل العمل على عقار أو لقاح جديد يحمي من العدوى أو يخفف منها على الأقل. كما تظهر الدراسات المكثفة والمفصّلة لتشرح للناس خطورة وخصائص بعض المتحورات وكيفية التعامل معها، ليكون العالم حذراً قدر الامكان. لكن في النهاية لا أحد قادر على احتواء الفيروس منذ سنتين ونصف لكثرة تحورّه وسرعة انتشاره.

وعلى الرغم من عوارض أوميكرون الخفيفة، إلاّ أنّه لا يمكن الاستهانة به، إذ ربّما يكون هذا المتحور بداية نهاية الفيروس “مستوطناً” وممكن أن ينشر الذعر في العالم.

متحور متفرّع متزايد النمو

صنفت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا متحورا جديدا متفرعا من أوميكرون، في حين سُجّل نحو 426 إصابة بالمتحور BA.2 في بريطانيا حتى الآن، و146 إصابة في لندن. لكن أوميكرون ما زال سائداً في بريطانيا فيما نسبة حالات BA.2 منخفضة حالياُ. وتشير الدلائل الأولية إلى أن BA.2 لديه معدل نمو متزايد مقارنة بمتحورات فيروسية سابقة. وأفادت المسؤولة في وكالة الأمن الصحي، الدكتورة ميرا تشاند: “من طبيعة الفيروسات أن تتطور وتتحور، لذلك من المتوقع أن نستمر في رؤية متحوّرات جديدة تظهر”.

عقار فموي جديد

بعد العقار الأميركي باكسلوفيد، يأتي مستحضر مولونبيرافير المقاوم لأعراض كورونا، الذي مُنح رخصة للاستخدام الطارئ من قبل هيئة الدواء المصرية وهيئة الغذاء والدواء الأميركية FDA ووكالة الأدوية الأوروبية الـEMA. وهو علاج فموي للبالغين المعرضين لمخاطر عالية، فيقلل من خطر دخول المستشفى والوفاة بنسبة 50% للمرضى الذين يعانون من مرض خفيف إلى متوسط.

هذا المستحضر سيتم تصنيعه محلياً من خلال خمس شركات كمرحلة أولى، وسوف تعقبها شركات أخرى ما زالت في مراحل التقويم المختلفة، وسيتم استخدامه في المستشفيات فقط، لضمان استخدامه تحت الإشراف الطبي الكامل.

وأوضح عضو اللجنة العلمية لمواجهة فيروس كورونا في وزارة الصحة الدكتور محمد النادي أنّ مولونبيرافير يسرّع هزيمة الفيروس وأن التجارب السريرية التي جرت على الدواء عالمياً، أظهرت أن هناك قرابة 775 شخصا أخذوا الدواء، احتاج 3.7% منهم فقط الدخول للمستشفيات.

لقاح يحارب جميع الفيروسات

في المقابل، أشار خبير الأمراض المعدية الأميركي أنتوني فاوتشي الى الجهود لتطوير لقاح لفيروس كورونا، يهدف إلى مكافحة كل من كورونا والفيروسات المماثلة الأخرى التي يمكن أن تظهر في السنوات المقبلة، فتطوير لقاح على المدى الطويل ممكن أن يساعد على منع الجائحة التالية في العالم.

وقال فاوتشي: “لا يوجد جدول زمني محدد لإتاحة مثل هذا اللقاح للجمهور، لكن هناك جهود بحثية متعددة جارية مع نتائج مبكرة واعدة”.

وأفاد بأنّ “الأمور تسير في الاتجاه الصحيح في الوقت الحالي، وأنّه واثق بأقصى درجة أن معظم أميركا ستصل الذروة في الاصابات التي سببها المتحور أوميكرون، آملاً أن يكون الانتشار السريع لمتحور أوميكرون يساعد على انتقال الفيروس من مرحلة الجائحة الى مرحلة التوطّن، فلا يؤثر في عدد كبير من الناس بشكل مثير للقلق أو يعطل نظام المجتمع”.

شارك المقال