يواجه اللاجئون السوريون في لبنان العاصفة الثلجية “ياسمين” وحدهم من دون أدنى مقومات تقيهم البرد القارس، والحالة مأساوية فاللاجئون بغالبيتهم يقيمون في خيام مصنوعة من النايلون والشوادر والاخشاب. وقد تداول رواد التواصل الإجتماعي صوراً تجسّد الوضع في المخيمات السورية في شمال سوريا والتي شهدت وفاة 15 طفلاً حتى الآن بسبب شدة البرودة، فهل سنشهد السيناريو عينه في المخيمات السورية في لبنان ليحملوا على أكتافهم أجساداً بلا أرواح؟
ويتأثر لبنان حاليا بكتل هوائية باردة مصحوبة بأمطار غزيرة وثلوج على مستويات متدنية تلامس الـ 600 متر خاصة في شمال البلاد وجنوبه، ويستمر تأثيرها حتى نهاية الاسبوع.
وأشارت صفحة “Lebanon Weather Forecast” على موقعها على فيسبوك إلى أن الجبال على موعد مع تساقط كثيف للثلوج، وما يُميّز العاصفة “ياسمين” كما أسمتها الصفحة هو مركز المنخفض المُناسب لكافة أرجاء البلاد والرطوبة المُرتفعة ممّا سيؤدي إلى تراكم الثلوج بشكل كثيف بدءا من المُرتفعات المُتوسطة (1000م).
وأجرى “لبنان الكبير” عدة مقابلات مع بعض العوائل في المخيمات أظهرت مدى معاناتها وأن الغالبية محرومة من مادة المازوت والحطب بشكل شبه كامل، إضافة إلى تلف كبير في عدد كبير من الخيام بسبب كثافة الثلوج، وتسرب مياه الثلوج إلى القسم الثاني من الخيام. إذاً، لا مأوى ولا تدفئة عند النسبة الأكبر منهم ما يزيد من إحتمالات الوفاة برداً كما يحصل في الشمال السوري.
وقد ناشد الأهالي في عدد من البلدات البقاعية منظمات الإغاثة الإسراع لمساعدة اللاجئين تجنباً للمآسي، وبالأخص بعد إشاعة خبر في البقاع الغربي عن وفاة أحد الأطفال السوريين في المخيمات برداً في ظاهرة ليست الأولى من نوعها، ففي العام الماضي تم العثور على أكثر من 15 جثة مجمدة للاجئين سوريين كانوا يحاولون الهروب إلى سوريا من الممر الجبلي على الحدود اللبنانية السورية.
وقال ابراهيم الشيخ وهو “شاويش” أحد المخيمات أن “الثلوج تفرح الجميع إلا نحن اللاجئين هي أشبه بهمّ علينا في ظل عدم وجود سقف يأوينا، ففي مخيمنا الذي يحتوي على 35 خيمة، سقطت 7 منهم على رؤوس أصحابها، ونحاول قدر المستطاع أن نجمع أنفسنا بخيم محدودة كي ننال قسطا اكير من الدفء بسبب عدم توفر حطب كافٍ عند الجميع”. وناشد الشيخ “المنظمات الإغاثية أن تقوم بخطة طارئة لتأمين مواد للتدفئة فقط من أجل الأطفال والنساء لأنهم لا يتحملون البرد القارس”.
وطالبت الحجة أم موسى “كل من يستطيع انقاذنا من هذا البرد وتأمين لنا مواد للتدفئة ما يقصر فالمفوضية لا تعطينا كامل حقوقنا ولا تساعدنا على مواجهة هذه العواصف المتوالية”.
وأكد أحد الصحافيين السوريين المأساة الكبيرة التي يعيشها اللاجئون في مخيمات البقاع وبالأخص في منطقة عرسال وقال لـ”لبنان الكبير” أن “الأهالي هناك يتجمّدون حرفياً ونحاول قد المستطاع تأمين بطانيات كافية لهم علّها تحميهم من هذا البرد بعدما انقطعت فينا السبل في تأمين حطب كاف لهم”. وقال: “هناك خوف كبير من أن نشهد وفاة أشخاص أو أطفال بسبب البرودة الشديدة وأدعولنا”!