مبادرات وجمعيات إلى جانب المتضررين من “ياسمين” في البقاع

راما الجراح

بعد العواصف المتوالية التي ضربت لبنان، لم يعد كافياً ما تقدمه مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وغيرها من المنظمات لإغاثة السوريين الموجودين في لبنان بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية، ويتوقع تفاقم تداعيات أزمة اللجوء من جميع نواحيها في ظل انعدام أي حلول جدّية وعملية بالأفق.

وكما هو معلوم حال اللاجئين السيئة بعدما هدمت الثلوج خيمهم، وحرمت الأزمة الاقتصادية أيادي أطفالهم من الإحساس بالدفء والطمأنينة، وإزاء هذا الوضع الصعب لم تترك الجمعيات المحلية والمبادرات الفردية هذا الشعب المسكين وحده، وتعاونوا يداً بيد لتأمين مأوى وتدفئة لأكبر عدد ممكن، كما حاولوا قدر المستطاع تأمين ملابس تحميهم من البرد مع معاطف سميكة وقبعات مصوفة.

وقال أحد المسؤولين من مؤسسة “نماء” مركز البقاع الأوسط – برالياس والتي كانت في مقدمة الساعين لمساعدة المحتاجين في العاصفة الثلجية لـ”لبنان الكبير” أن “المؤسسة تعنى بالعمل الخيري، والإغاثي، والإنساني غير الربحي، أسست عام 1993 وهي تسعى دائماً إلى خدمة الفقراء والإرتقاء بمستواهم المعيشي مع الإسعاف الإيماني والعلم من خلال تلبية حاجاتهم مع حفظ كراماتهم وفق ما يتوفر لها من إمكانات، إضافة إلى أن المؤسسة لها شبكة من المراكز المتعددة البرامج في المناطق اللبنانية الأساسية”.

وعن المبادرات القائمة حالياً، أشار إلى أن “المبادرة الأولى تحت إسم “نجدة وعطاء” تهدف إلى كفالة 2000 عائلة لمدة 3 أشهر (منح مالية بقيمة 50$ شهرياً)، وتغطي معظم المناطق اللبنانية (بيروت، صيدا، عكار، طرابلس، البقاع، عرسال، وبعلبك)، أما المبادرة الثانية تحت إسم “أغيثوا عرسال وقرى الصقيع” والتي بدأنا بها في ظل العاصفة الثلجية القاسية، وتستهدف 1000 أسرة، ونساهم في تأمين 4 صفائح مازوت للتدفئة، وحصة غذائية تتضمن المواد الضرورية، وهذه المبادرة تشمل مناطق عرسال، بعض قرى البقاع، بعلبك، وعكار”.

بالنسبة لآلية العمل التي يتبعونها، قال: “تكون عبر ترميم خيم، مساعدات مالية، وحصص غذائية، بالإضافة إلى أننا نقوم بزيارات ميدانية عبر فريق من المندوبين من المناطق المنكوبة، وتعبئة استمارات بالاحتياجات اللازمة، وفرز الاستمارات والاحتياجات ضمن الأولويات، ومن ثم جمع التبرعات للمبادرات وتنفيذها”.

وختم: “المؤسسة لا تفرق بين جنسية المحتاجين والمتضررين وتسعى لنجدة أهلنا المقيمين في لبنان خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي المأزوم، لذا كانت حملة نجدة وعطاء، وللنازحين من سوريا وما يعانونه من صقيع قاسٍ، كانت حملة أغيثوا عرسال وقرى الصقيع، واللاجئين الفلسطينيين والحصار المفروض عليهم في أعمالهم ووظائفهم، كان هناك مشروع الأسرة المنتجة”.

أما بالنسبة للمبادرات الفردية، فقد قام عدد من الشباب والشابات في البقاع بالتعاون فيما بينهم لمساعدة المتضررين جراء العاصفتين “هبة” و”ياسمين”، وفي حديث مع إحدى المتطوعات في هدا العمل الإغاثي والتي امتنعت عن ذكر اسمها لانه بنظرها عمل الخير ليس للشهرة: “استطعنا تأمين ثياب واقية للبرد والثلج مع قبعات ولفحات مصوفة لعدد كبير من اللاجئين في الخيم في مخيمات البقاع الأوسط، ولم نستطع هذا العام توزيع مازوت بسبب الوضع الاقتصادي الصعب، وللأسف كانت هناك حالات كثيرة من الذين تهدمت خيمهم فوق رؤوسهم بسبب سماكة الثلوج على سطح الخيم، حاولنا قدر المستطاع إعادة بنائها وتثبيتها بـ”دعائم حديد” تبرع بها فاعلو خير، وتعاونّا مع عدة جمعيات محلية منها “لها، جمعية سوا، ومركز كياني، وغيرها” التي ساعدت على فتح مراكز لإيواء العوائل التي لم نستطع إصلاح خيمها حتى الآن”.

شارك المقال