التغيّر المناخي يلقي بظلاله على لبنان بقوة!

جنى غلاييني

يشهد لبنان منذ سنوات جنوناً في الطقس يضعه على قائمة البلدان الأكثر تعرّضاً للضرر جراء التغيّر المناخي الذي يجب أخذه بجديّة تامّة من قبل الحكومة اللبنانية عبر الالتفات الى هذا الملف ووضعه كأولوية في أجندتها.

ومع مرور الوقت يصبح لبنان أكثر عرضةً للخطر، وفي هذا الصدد، يقول رئيس حزب البيئة العالمي الدكتور ضومط كامل لـ”لبنان الكبير”: “التغيّر المناخي أدّى الى عدم انتظام الفصول الأربعة التي يتميز بها لبنان، وبالطبع الأنشطة البشرية هي المسبّب الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق كميات هائلة من مصادر الطاقة غير المتجدّدة كالفحم والنفط والغاز، تلك الوقود الأحفورية التي تعطي درجات حرارة عالية يمتصها الجو والتي بسببها تحصل كوارث بيئية”.

ويعتبر كامل “المصانع الانتاجية والزراعة واستخدام الأراضي واستخدام البنزين لقيادة السيارات والفحم لتدفئة المباني من الأنشطة البشرية الأساسية التي تسبب انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون والميثان الذي بدوره يحدث تغييرا في المناخ”.

إنّ عواقب تغير المناخ في العالم كثيرة، ومنها الجفاف الشديد وندرة المياه والحرائق الشديدة وارتفاع مستويات سطح البحر والفيضانات وذوبان الجليد القطبي والعواصف الكارثية وتدهور التنوع البيولوجي، فما هي العواقب التي يشهدها لبنان حاليّاً؟، يقول: “إن تغير المناخ في لبنان أدّى الى انخفاض معدل المتساقطات وارتفاع في درجات الحرارة أو العكس، والى تأخّر في تراكم الثلوج، والى موجات صقيع غير اعتيادية، والى دخول حشرات استوائية، والى حرائق الأحراج كما شهدناها في فصل الصيف، ولهذا السبب يعتبر لبنان من البلدان الأكثر تأثّراً بالتغيّرات المناخية إذ كان لبنان لفترة طويلة ضمن الكتلة الهوائية المعتدلة واصبحنا اليوم ضمن الكتلة الهوائية الحارة مما يعني انه جرى تغيّر بأنماط الكتل الهوائية وأثّر هذا بطريقة سلبية على لبنان”.

ويستطرد: “إنّ القطاع الأكثر تأثّراً بالتغير المناخي هو القطاع الزراعي وبالطبع الثروات الحرجية، حيث أصبح الواقع الزراعي متضرّراً ومتراجعاً مقارنة بباقي القطاعات”.

ويؤكد كامل: “هناك العديد من الحلول التي من الممكن أن تحقق فوائد لمواجهة التغير المناخي، ولكن في لبنان وعلى المستوى الحالي من الصعب تحقيق أي منها، فلبنان من البلدان التي لم تفكّر بالتعاطي بجدية أو تعطي أي أهمية للموضوع ولا حتى وضع خطة استراتيجية، لكن هناك بالطبع استراتيجيات عرضناها للدولة مسبقاً وحتى الآن لا يوجد من يحرّكها أو من يلتفت لأمرها، إذ من المفروض أن يكون هناك خطة طوارئ فورية لأي كارثة بيئية قد تصيب البلد”.

وعن احتمال اجتياح عاصفة أشبه بعاصفة “الجنرال الأبيض” سنة 1983، يوضح: “هذه العاصفة في حينها كان لها أسبابها، والسبب الرئيسي لحدوثها كان توقف البلد عن العمل في كافة قطاعاته لعدم توفّر الوقود الأحفورية”.

شارك المقال