في المعركة العالمية ضد فيروس كورونا، ومع ارتفاع عدّاد الإصابات في لبنان إلى 10 آلاف إصابة، يلعب الفحص السريع للكشف عن الإصابة دوراً مهماً وخصوصاً بعد تلقّي نسبة كبيرة من المواطنين اللقاح، وأصبح يُستخدم بشكل أسرع للتأكد ما إذا كان الشخص مصاباً بالفيروس أم لا في حال المخالطة أو ظهور أي عوارض طفيفة، وذلك بداعي إستكمال عمله بشكل مباشر من دون الإنتظار فترة لا تقل عن خمس ساعات في حال القيام بفحص الـ(PCR).
يبحث اختبار الـ (PCR) عن مادة داخل الفيروس تسمى (RNA)، ويستغرق تشغيل هذا الاختبار وقتاً يصل إلى أربع ساعات تقريباً، لكن النتيجة تكون دقيقة إلى حد كبير، وهذا الفحص هو المعتمد بالدرجة الأولى من قبل منظمة الصحة العالمية ويقوم من خلاله الممرض بأخذ مسحة من أنف المريض أو بلعومه، ثم ترسل إلى المختبر.
أما الفحص السريع أو (PCR rapid)، فهو حديث وتم تطويره منذ أقل من عام وذلك للاستخدام المنزلي بشكل خاص، ويباع في الصيدليات. وهذا الفحص لا يظهر فاعلية الـ(PCR) لأنه بحاجة إلى جهاز متصل لا يتوافر الا في المختبرات، ويتم من خلال الاستعانة بعينة من اللعاب، وإيجابيته أنه يظهر النتيجة في مدة لا تتعدى الـ 15 دقيقة تقريباً لكنها قد لا تكون دقيقة مئة في المئة.
كثيرون في لبنان أصبحوا على ثقة تامة بفحص الكورونا السريع لكشفه في مرحلة مبكرة توقف انتشار العدوى، خصوصاً في الظروف الطارئة التي تشكل فيها المدة فارقاً عند المرضى الذين يدخلون إلى طوارئ المستشفى لأي سبب كان وثمة احتمال لإصابتهم، وذلك باعتباره رسمياً ويُستخدم في عدد كبير من دول العالم، وأصبح يعتمده بشكل خاص الأشخاص الملقّحون بجرعتين أو ثلاث جرعات، لاعتقادهم أنهم لو أصيبوا بالفيروس فستكون العوارض طفيفة وتمر مرور الكرام، ولا داعي لدفع مبلغ 300 ألف ليرة على فحص الـ(PCR) كلما شعر أحدهم بالعوارض، فما هي صحة هذا الكلام؟ وهل فعلاً يمكننا الوثوق الى هذه الدرجة بنتيجة الفحص السريع؟.
رئيس لجنة الصحة العامة والعمل والشؤون الاجتماعية النائب عاصم عراجي يجيب عن هذه الأسئلة، ويقول لـ “لبنان الكبير”: “نتيجة الفحص السريع تكون بنسبة 70% صحيحة، ولا ضرر في استخدامه في حال الشعور بأي عوارض كورونا، لكن يجب الانتباه أنه في حال ظهور عوارض قوية على المريض وجاءت نتيجة الفحص السريع سلبية، فيجب أن يتبعه مباشرة بفحص PCR لأن النتيجة تتغير في هذه الحالة. واذا أتت نتيجة الفحص السريع إيجابية فهذا يعني أن هناك كورونا في الجسم بشكل مؤكد”.
ويؤكد عراجي أن “هذا الفحص سليم، وتعتمده كل دول العالم بما فيها أميركا في معاهدها ومدارسها، ولا يمكن أن يأتي بنتيجة إيجابية إلا في حال وجود الفيروس فعلياً في الجسم، وعادةً ما يتم استخدامه عند رجال الأعمال وأصحاب المصالح المدعوين الى اجتماع طارئ، أو لحضور مؤتمر ضروري، لكن في النهاية لا شك أن فحص الـPCR موثوق أكثر وأنصح به دائماً”.
وتقول جمانة، التي أصيبت بالكورونا الأسبوع الماضي، وخالطت أهلها واخوتها وعددهم 11: “ليست لدينا القدرة على دفع مبلغ 3 ملايين و300 ألف كلفة فحوص كورونا للجميع، لهذا السبب قمت بشراء الفحص السريع من الصيدلية للجميع بمبلغ مليون و250 ألفاً فقط، وبالفعل جاءت النتيجة اصابة 8 أشخاص من عائلتي بكورونا من بينهم أنا، وفي هذه الحالة اكتشفنا الفيروس بشكل أسرع وساهمنا في حصر العدوى”.
تتضارب الآراء والدراسات حول فحوص كورونا، وعلى الرغم من أن الفحص السريع غير دقيق بشكل كاف لكشف الفيروس، إلا أن هناك العديد من الأطباء يراهنون عليه بسبب سرعته وكشفه للمصاب بحمولة فيروسية، لكن يبقى الـ PCR في المقدمة لناحية تحديد الفيروس، ومدة العدوى، وبالتالي تحديد مدة العزل الصحي.