عيد الحب هذه السنة حزين

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

مع اقتراب عيد الحب، يقف اللبنانيون تائهين في وسط مشاكلهم الاقتصادية، هم الذين لطالما كانوا من المشجعين والمحتفلين بهذا العيد. فالواجهات كانت تُزيّن بـ “الدباديب” الحمر وقلوب الحب، ومحال الورود تجهز لهذا الشهر قبل مدة كي تستطيع تلبية مطالب اللبنانيين. أمّا المطاعم فكانت تروّج لسهراتها أيضاً عبر واجهاتها ومن خلال الاعلانات لحجز عشاء “الفالنتاين”. أمّا اليوم فالحبُ في لبنان مات.

في نظرة سريعة الى أسعار المطاعم والحفلات، نجدها نارية اذ يبدأ سعر سهرة العشاء من ٧٠ دولاراً ويصل الى ٥٠٠ دولار لبعض الحفلات، أيّ أنّها أكثر من راتب المواطن اللبناني الّذي يتقاضىاه باللّيرة اللّبنانية.

أمّا عن محال الهدايا “الرّمزية” فلم يعد باستطاعتنا اعتبارها رمزية، بعدما تخطت أسعار “الدباديب” والهدايا الصغيرة الـ ٥٠٠ ألف ليرة لبنانية. والورود الّتي كانت تُعد أيضاً هدية صغيرة، أصبحت أسعارها نارية، فضلاً عن قوالب الحلوى التي بات أصغرها يتعدى الـ ٣٠٠ ألف ليرة. ناهيك عن أسعار الذهب الذي لم يعد أصلاً على قائمة هدايا اللبناني.

حسن ر. شاب لبناني يبلغ من العمر ٢٦ عاماً، كان يفاجئ حبيبته كل سنة بهدية مميزة مع سهرة عشاء رومانسية. أمّا السنة فيقول انه لن يستطيع الخروج مع خطيبته لتناول العشاء، وسيكتفي بعشاء في المنزل وهدية صغيرة. ويقول: “في مخيّلتي أفكار كثيرة لأطبّقها ولكن لن أستطيع أن أفعل ذلك فراتبي بالكاد يصل الى ١٠٠ دولار”.

أمّا رشا وهي ربّة منزل فتؤكد أنّها تفضّل صرف المال على احتياجات المنزل، فهي تعمل وزوجها لكّي يؤمّنا لأطفالهما الاحتياجات الأساسية، وتقول: “سأصنع في البيت قالب حلوى ونتناول العشاء سوّياً”.

وتقول بتول التي تملك صفحة الكترونية لبيع المجوهرات، فتشير الى أنّ الأقبال هذه السنة خفيف، على الرغم من وجود أشخاص يريدون شراء هدايا، لكن بنسبة أقل بكثير من قبل.

عيد الحب في لبنان أصبح منسيّاً، فالشعب منشغل بالتفتيش عن لقمة عيشه، ونسيَ المناسبات والأفراح والرفاهية، كما نسيَ أنّه بحاجة الى أن يفرح ويُحب.

شارك المقال