وفاة 4 أطفال لعدم توافر اختصاصي… كارثة طبية جديدة؟

تالا الحريري

في الأيام الأخيرة انتشرت أخبار عن وفاة طفل بسبب عدم توافر جراح اختصاصي، وتبعت ذلك وفاة أطفال آخرين للسبب نفسه. ففي أسبوعين فقط، توفى أربعة أطفال، ما أثار غضب الرأي العام سواء على المستشفى أو على الأطباء. ويعتقد البعض أنّ هذا مرده الى هجرة الأطباء والممرضين والممرضات ما أدّى الى تدهور الوضع في القطاع الطبي. وفي الأساس القطاع الاستشفائي عاجز فلا مستلزمات لديه ولا أدوية، اضافةً الى أن الأطباء يتعرضون لأضرار كثيرة سواء نفسية أو جسدية، عدا عن تأثرهم مادياً من تدهور وضع البلد الاقتصادي ورغبتهم في الرحيل.

أبو شرف: الخبر غير دقيق

وبعد تداول هذه الأخبار، أكد نقيب الأطباء شرف أبو شرف أنّ “خبر وفاة أربعة أطفال يعانون من عيب خلقي في القلب نتيجة عدم توافر جرّاح اختصاصي لاجراء العملية الجراحية التصحيحية في المستشفيات الجامعية اللبنانية، غير دقيق. وهناك طبيبان اختصاصيان متوافران أحدهما بشكل كامل في مستشفى رزق، والثاني بشكل متقطع في مستشفى الرسول الأعظم”.

وأوضح في بيان، أن “الأخطاء التكوينية في القلب التي تتطلب جراحة فورية بعد الولادة نادرة جداً، ولا يزال بالإمكان معالجتها في لبنان إذا توافرت الأدوية والمعدات اللازمة وتأمنت الكلفة الاستشفائية. نسبة الأخطاء التكوينية في القلب عند الأطفال هي 0.8%، 30% منها تتماثل للشفاء بشكل عفوي، و30% غير قابلة للعلاج ولا للحياة، أمّا الثلث الباقي فبالامكان معالجته بالأدوية والجراحة”.

مراد: الاختصاص نادر جداً

وفي السياق، أوضح عضو “مجلس القمصان البيض” الدكنور هادي مراد لـ”لبنان الكبير”، أنّ “موضوع أمراض الأطفال لا سيما أمراض القلب شائعة جداً في لبنان. وطفل من بين 100 في لبنان يخلقون مع تشوه خلقي أو عيب خلقي في القلب ما يضعنا تحت ضغط كبير”.

أضاف: “في السابق، كان هناك أربعة جراحي قلب في لبنان، وهذا الاختصاص في الأساس نادر جداً. واليوم هناك أربعة مستشفيات في لبنان فقط تستطيع اجراء هذا النوع من العمليات. وبتنا نرى أن غالبية الأطباء سواء جراحين أو غيرهم يهاجرون، فعلى الرغم من هذا الاختصاص الصعب، لا يجد الطبيب أية مؤهلات للبقاء في لبنان”.

وأشار الى أنّ “راتب الطبيب الواحد اليوم لا يتخطّى الـ300 الى 400 دولار، هذا عدا النقص في المعدات الطبية، والعبء على الأهالي إثر التكلفة الاستشفائية العالية. إذ أنّ تكلفة العملية الجراحية اليوم تصل الى 150 مليون ليرة لبنانية أي أكثر بـ 20 مرة من الحد الأدنى للأجور”.

وبالتواصل مع نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، قال: “لا أملك المعلومات الكافية عن هذا الموضوع حتى الآن، ولم يصلني أي خبر من أي مستشفى عن هذا النوع من الأخبار التي يتم تداولها”.

شارك المقال