“المتحور الخفي” مسيطر بعد أوميكرون… والخطر يتزايد عالمياً

تالا الحريري

في الفترة الأخيرة لم يعد فيروس كورونا يثير الكثير من البلبلة كما في السابق. وجميع الدول باتت تتناسى الفيروس لتكمل الحياة بشكل طبيعي وتنعش اقتصادها، فحتى الناس ملّوا من هذا النمط الذي استمر حوالي سنتين ونصف السنة، وما عادوا يهتمون بالتدابير الوقائية والتباعد الاجتماعي ووضع الكمامة، ولم يعد هذا الوسواس مسيطراً عليهم، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن أن يغفلوا عن استمرارية هذا الفيروس ووجوده، فحدّة أوميكرون الخفيفة لا تعني زواله. واليوم، بات المتحور المتفرع من أوميكرون الذي عُرف بـ “الشبح” أو “المتحور الخفي”، مسيطراً أكثر من أي متحور آخر.

ويعتبر المتحور المتفرع من أوميكرون BA.2 أسرع وأخطر من أوميكرون نفسه. وبحسب تقرير CNN، فقد انتشر بسرعة في الدول الأوروبية مثل الدنمارك وولاية كاليفورنيا وتكساس في الولايات المتحدة الأميركية، وتم اكتشافه في 74 دولة و47 ولاية أميركية. كما أنّه لا يظهر في الـPCR ما جعل البعض يسمونه بـ “أوميكرون الخفي”، الذي يعد معدياً بنسبة 30% إلى 50% أكثر من أوميكرون.

ولا تزال منظمة الصحة العالمية تعتبر أنّ إمكانية السيطرة على الوباء بحلول نهاية السنة الحالية موجودة، لكن ثمة خطراً متزايداً في أن العالم على وشك تضييع هذه الفرصة. وشدد المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، على أن 116 دولة تواجه خطراً حقيقياً في عدم بلوغ الهدف العالمي لتلقيح 70% من السكان ضد فيروس كورونا بحلول منتصف العام الحالي، وهي النسبة التي حددها الخبراء للوصول إلى المناعة الجماعية على الصعيد العالمي. فوفق المنظمة، تم الإبلاغ عن 15.47 مليون إصابة جديدة بكورونا في الأيام القليلة الماضية في جميع أنحاء العالم، وأكثر من 73162 حالة وفاة.

عراجي: الموجة خفّت كثيراً

في السياق، أوضح رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي لـ”لبنان الكبير”، عن رصد المتحور المتفرّع من أوميكرون في لبنان، أنّ “المختبرات الموجودة لدينا لا يمكن أن تحدد المتحورات، وغالبية المختبرات في الخارج لديها صدقية في فحصها للمتحورات وتكشف عن التسلسل الجيني، فتتم معرفة نوع المتحور”.

أضاف: “بالطبع خفّت هذه الموجة كثيراً، فوصلنا سابقاً الى 10 آلاف إصابة حسب الفحوص، ولكن في الواقع عدد الاصابات كان أعلى لأنّ أوميكرون سريع الانتشار، لكنه أقل خطورة من دلتا والدليل أنّ اللقاح كان فاعلاً عليه لأنّ من كان يدخل الى العناية المركزة أثناء إصابته بالمتحور أوميكرون اما أنه غير ملقح أو ملقح بجرعة واحدة أو لديه أمراض مزمنة. بشكل عام خفّت الاصابات ولكن عدد الوفيات لا يزال كما هو”.

وعن احتمالية طرح جرعة رابعة، قال: “الجرعة الرابعة لم تتم التوصية بها من CBC ومنظمة الصحة العالمية ولم يقولا انّ لبنان بحاجة الى جرعة رابعة، ونحن نتابع التعليمات التي تصدر منهما. اسرائيل بدأت بإعطاء الجرعة الرابعة، لكن هذا قرار اتخذته كدولة وليس صادراً عن منظمة الصحة العالمية”.

وتم تسجيل 3145 إصابة جديدة بفيروس كورونا في لبنان ليرتفع العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1046173، و20 وفاة.

الى ذلك، لا تزال هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة NHS تعتبر السعال المستمر وفقدان حاستي التذوق والشم وارتفاع درجة الحرارة، علامات محذرة للإصابة بفيروس كورونا. كذلك فإن الأعراض مثل سيلان الأنف والتهاب الحلق والتعب، مألوفة عند الذين أصيبوا بالفيروس. والى جانب الأعراض الكلاسيكية الشائعة، أشار الدكتور شارو دوت أرورا، من المعهد الآسيوي للعلوم الطبية في مستشفى فريد آباد في الهند، الى وجود 3 أعراض أخرى غير معروفة للكثيرين، قد تدل على الاصابة بالفيروس، وهي آلام أسفل الظهر وصداع الرأس وألم الركبة. وقد تستمر الأعراض لمدة أشهر بعد الاصابة، إذ يمكن للفيروس أن يخلف ضرراً في القلب أو الرئتين أوالدماغ، مما يزيد من مخاطر الإصابة بمشكلات صحية طويلة الأمد.

ووفق طبيب القلب والشرايين ناجي أبي راشد، أصيب في لبنان أكثر من مليون وعشرة آلاف شخص بفيروس كورونا منذ دخوله البلاد، منهم عشرات الآلاف أصيبوا بمشكلات في القلب والشرايين من جراء الإصابة به.

شارك المقال