إرتفاع معدلات السرقة في البقاع… والعسكر يتذمر!

راما الجراح

أصبحت ظاهرة السرقات تُرعب البقاعيين بشكل كبير، فلا تمضي ليلة من دون محاولة سرقة في غالبية المناطق البقاعية بشكل عام. وفي الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت منطقة البقاع الأوسط ثلاث عمليات سرقة متتالية كان أولها سرقة مبلغ كبير من المال من معمل كرتون في منطقة تعنايل، ثم فقدان 14 رأس ماعز من إحدى المزارع، وفي ساعات الليل الأخيرة سجل مخفر زحلة سرقة مبلغ كبير من أحد المنازل في زحلة.

منذ العام 2019 وسيناريو السرقات منتشر بشكل كبير في لبنان، فلا يكاد يمر يوم من دون جريمة سرقة تؤدي إلى قتل أو جرح أحدهم. وساهم تدهور الوضع الاقتصادي إلى أدنى مستوياته في تفاقم هذه الظاهرة حتى دخلت حيّز الخوف والتهديد بالقتل في بلدٍ ازدحمت يومياته بالقصص الغريبة والعجيبة.

وكشفت “الدولية للمعلومات” أن “جرائم السرقة في العام 2021 ارتفعت مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019 وبلغت نسبتها 265.6 في المئة، إذ سجلت خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) 503 جرائم سرقة مقارنة بـ411 جريمة سرقة في شهر سبتمبر (أيلول)، أي بمعدل 16 جريمة سرقة يومياً”.

ولفتت إلى أن “أعداد القتلى تراجعت بشكل محدود بنسبة 1.1 في المئة خلال الأشهر الـ10 الأولى من العام 2021 مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2020. أما بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام 2019 فقد تبّين أنها ارتفعت بمقدار 90 قتيلاً أي بنسبة 101 في المئة”.

وكشف مصدر أمني لـ “لبنان الكبير” أن “محاولات ضبط الأمن قائمة على قدم وساق في كل لبنان وفي منطقة البقاع خصوصاً لأنها تتعرض بشكل شبه يومي لمحاولات سرقة منها ما نستطيع افشالها وأخرى عبر دعاوى الضحايا بحيث نقوم بالتحقيقات المناسبة لكشف الفاعلين”، معرباً عن أسفه لأن “كل الجرائم التي تحصل على اختلاف أنواعها ناتجة عن الوضع الصعب الذي وصلت إليه البلاد وتأثيره على العباد، وخصوصاً على سلك الدولة بحيث أصبح راتب العسكري لا يؤمن له قوته لأيام معدودة الأمر الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى تقاعس العسكر عن أداء مهامهم بالطريقة نفسها التي كانت من قبل. لا أقول ان من حقهم إهمال قضايا الناس ولكن يجب إيجاد حل سريع حتى لا نشهد ارتفاعاً لا في الجرائم ولا في الاهمال”.

وقال: “أرقام السرقات مخيفة وهناك ارتفاع في الدعاوى والشكاوى عند الناس، والبارحة تحديداً واجهنا صعوبات كبيرة وعملنا حوالي 20 ساعة من أصل 24 لضبط الأمور بسبب السرقات المختلفة والمتنوعة. ففي فترة الصباح ادعى المواطن خليل الساروط أن مجهولين أقدموا على سرقة مبلغ 13 ألف دولار من داخل خزنة في معمل الكرتون في تعنايل، بواسطة الكسر والخلع، وبالفعل بعدما كشفنا على المكان تبين أن عملية السرقة حصلت من قبل مجموعة تجهل الاجراءات التي يمكن اتباعها، فاستطعنا أخذ بصمات عن الأبواب والشبابيك المخلوعة حتى عن الخزنة التي تم تحطيمها بآلات حادة، إضافة إلى بقع دم لم تتم إزالتها من المكان، وأتوقع أن نكشف الفاعلين في أقرب وقت ممكن عن طريق الـDNA “.

أضاف: “لم نكد ننتهي من كشف المكان في تعنايل حتى جاءتنا اخبارية عن سرقة أكثر من 14 رأس غنم من مزرعة التويتي في أعالي زحلة بعدما أقدم مجهولون على سرقة المواطن حسين أبو حمدان الذي ادعى لدى مخفر زحلة بذلك. وعندما باشرنا التحقيق في القضية وصلت معلومات عن سرقة مبلغ كبير يقدر بحوالي 10 آلاف دولار أميركي و11 مليون ليرة لبنانية من داخل منزل شخص من الجنسية السورية مقيم في منطقة زحلة بالقرب من أفران شمسين، بعدما أقدم مجهولون على اقتحام المنزل والقيام بعملية السرقة. وتشير المعلومات الى أنه من المرجح أن عمليات السرقة هذه تعود إلى أشخاص يعلمون بالمبلغ الموجود في المنزل أي أنهم من المقربين من الضحية أو أنه قد يكون مراقباً من مجموعات معينة”.

وتمنى المصدر على المعنيين “أن يقدروا الجهد الذي نقوم به في سبيل حماية الناس والحفاظ على أمنهم، فلم يعد باستطاعة العسكري تحمل أعباء فوق طاقته من دون مقابل جيد لذلك، إضافة إلى أن الجميع يعلم أن مواضيع كهذه اذا كبرت تتسبب بخلل وفوضى كبيرة في البلد ومش ناقصنا!”.

شارك المقال