حالة طلاق في لبنان… والسبب الأوكرانيات!

راما الجراح

بينما الحرب بين روسيا وأوكرانيا قائمة، والغزو الروسي يتقدم نحو العاصمة كييف، ومع بدء المفاوضات، وتنفيذ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أوامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعلانه وضع مراكز التحكم بالثالوث النووي في حالة التأهب، وفي حين أن هناك عدداً كبيراً من اللبنانيين عالقون على الحدود بين أوكرانيا وبولندا يجهلون مصيرهم، ينشغل بعض اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي وفي جلساتهم الضيقة بالتفكير في إحتمال وصول نازحات أوكرانيات إلى لبنان والسخرية من هذا الموضوع من منظور الذكورة والتقليل من شأن المرأة وتصنيفها كسلعة تُباع وتُشترى.

هذا البعض اللبناني خرق المعايير الأخلاقية وتناسى أن للمرأة كرامة وحدوداً يجب ألا يتخطاها، وهي ليست المرة الأولى التي يرى فيها أي حدث عالمي من منظوره الخاص، فقد اعتدنا على أنه يعلم كل شيئ ويحق له ما لا يحق لغيره في القضية التي تناسبه وتأتي وفق هواه. وكما هو معروف فان رواد مواقع التواصل الاجتماعي لديهم إطلاع على الحرب بين روسيا وأوكرانيا وانقسموا بين مؤيد للغزو ومعارض له، وكانت لافتة النظرة الدونية للمرأة عند شريحة لا بأس بها من شباب لبنان المتزوجين منهم وغير المتزوجين، بالنسبة الى الزواج مرة أخرى أو مصاحبة أوكرانية باعتبارها تفوق اللبنانية جمالاً.

وأوضح مصدر خاص لـ “لبنان الكبير” أنه حصلت حالة طلاق بين زوجين في إحدى المناطق اللبنانية، امتنع عن ذكر اسمها كي لا يحدث الموضوع بلبلة، والسبب يعود إلى تلمحيات الزوج بأنه في حال نزحت الأوكرانيات إلى لبنان سيتزوج ثلاثة منهن، وحصل شجار كبير بينه وبين زوجته حتى وصل بهما الأمر إلى مرحلة الطلاق.

وحول مخاطر هذه التلميحات وهذا الحديث الذي أصبح حديث الساعة في المجتمع اللبناني، تواصل “لبنان الكبير” مع خبيرة إجتماعية تمنت عدم ذكر اسمها كي لا يتم التجريح بها بسبب موقفها أو رأيها مما يحصل، وقالت: “المشكلة في الرجل وليس كما يُشاع في مجتمعنا أنه بسبب وجود نقص في المرأة اللبنانية، فالرجل الذي لديه زوجه أو حبيبة ما الذي يجعله يطمع بوجود أخرى نازحة من دون أي سبب أو تقصير من زوجته؟ أليس بسبب وجود نقص ومشكلة فيه؟ هذا الرجل الذي لا يشبع ويتبع شهواته وأمثاله كُثر في مجتمعنا اللبناني للأسف”.

أضافت: “أقول لكل امرأه لبنانية عموماً ولكل متزوجة خصوصاً، لا تكترثي لكل الكلام المتداول، ولا تسمحي لزوجك بالمُزاح معك في هذا الموضوع لأن هذا المُزاح هو الباب الذي ستدخل منه الطاقة السلبية إلى داخلك وستؤثر على تصرفاتك ونفسيتك حتى مظهرك الخارجي، ومن ناحية أخرى يجب أن تطمئني أنه حتى لو اجتمعت كل نساء الأرض في بقعة لبنان الصغيرة لن ينظر زوجك اليهن في حال كان حبه حقيقياً بالنسبة لكِ ويشعر بالراحة والكمال العاطفي معكِ ويكتفي بك”.

واشتكى العديد من النساء والفتيات اللبنانيات على مواقع التواصل الاجتماعي من الموضوع، وكانت ردود الشبان عليهن من باب السخرية والاستخفاف بمشاعرهن وأن تصرفاتهن وكلامهن من منطلق “الغيرة” لا أكثر، ولكن بحسب خبراء علم النفس والاجتماع فان تلميحات وأحاديث كهذه قد تؤثر بشكل جدّي وحقيقي على العلاقات الزوجية وتؤدي إلى ارتفاع نسب الطلاق.

شارك المقال