دراسات تكشف طبيعة كورونا وتقدّم علاجاً طبيعياً

تالا الحريري

فيروس كورونا الذي أثار الهلع في ظهوره الأول، ولا يزال يثير القلق مع انتشار كل متحور جديد، لم يعد يشكّل حديث الساعة. في حين أنّ نتائج الدراسات عن كيفية ظهوره وتطوره بدأت تظهر شيئاً فشيئاً. ومع الدراسات المستمرة التي يقوم بها العلماء الذين يحاولون دائماً تقديم العلاجات وسبل الوقاية من الفيروس أو التقليل من حدة أعراضه، بدأت تمحى علامات استفهام كثيرة راودت الجميع بشأن هذا الفيروس. إذ أنّ الدراسة الأخيرة التي تم التوصل اليها كشفت عن الوتيرة التطورية الغريبة لطفرات SARS-CoV-2.

كورونا لم يلتزم بوتيرة تحور ثابتة

في دراسة جديدة، سعى سيباستيان دوشين باحث الأمراض المعدية في أستراليا وزملاؤه الباحثون إلى التحقق من الإطار الزمني المتسارع بشكل كبير لفيروس كورونا. إذ أوضح دوشين أن “ما كنا نراه مع متحورات SARS-CoV-2، وخاصة المثيرة للقلق، هو أنها خضعت للعديد من الطفرات أكثر مما كنا نتوقعه في ظل الوتيرة التطورية العادية لفيروسات كورونا المماثلة”.

وعادة، يلاحظ دوشين ميل الفيروسات إلى التحور بوتيرة ثابتة نسبياً، وربما يستغرق الأمر عاماً أو أكثر حتى يظهر متحور فيروسي جديد، لكن يبدو أن فيروس كورونا لا يلتزم بهذا التقويم. ووفقاً للباحثين، يشير معدل الاستبدال لـ SARS-CoV-2 إلى أن الفيروس يراكم تقريباً طفرتين كل شهر.

وأشار الباحثون الى أنّ “ظهور المركبات العضوية المتطايرة ربما يكون مدفوعاً بالانتقاء الطبيعي. ويمكن أن تشمل العدوى لدى السكان غير الملقحين والتي قد تمكّن الفيروس من الانتشار والتطور بسهولة أكبر، والعدوى المستمرة في أفراد معينين مثل المرضى الذين يعانون من نقص المناعة، ما قد يؤدي أيضاً إلى تغيير الديناميكيات الفيروسية”.

وأضافوا: “بينما لا يزال هناك الكثير مما لا نفهمه تماماً حول ما الذي يؤدي إلى حدوث العديد من الطفرات السريعة فيSARS-CoV-2، فإن حقيقة أنه يمكننا رؤية هذا الحدوث وتتبعه تعني المراقبة الجينية المستمرة للفيروس أمر بالغ الأهمية. وقد يمنحنا القيام بذلك فرصة لوقف الموجة التالية بدلاً من اللحاق بها”.

علاج طبيعي قديم

حسب دراسة مجلة Virology وبعض الباحثين الدوليين فانّ مكونات لحاء شجرة النيم قد يساعد في علاج انتشار فيروس كورونا وتقليله. وتعتبر إمكاناته كعامل مضاد للفيروسات ضد المتغيرات الناشئة من فيروسات كورونا. وفي جامعة كولورادو أنشوتز، تم فحص مستخلص لحاء النيم في خلايا الرئة البشرية وأثبت فاعليته كدواء وقائي للعدوى كما قلل من تكاثر الفيروس وانتشاره بعد الإصابة.

هذه ليست المرة الأولى لاستخدام هذا المستخلص كواق، فهذه الشجرة يعود أصلها إلى الهند، منذ آلاف السنين وقد ساعدت سابقاً في علاج الملاريا وقرحة المعدة والأمعاء والأمراض الجلدية والعديد من الأمراض الأخرى.

وقالت ماريا ناجل، الباحثة المشاركة في الدراسة، وأستاذة البحث في قسم طب الأعصاب وطب العيون في جامعة كاليفورنيا: “نأمل ألا يضطر العلماء إلى تطوير علاجات جديدة باستمرار في كل مرة يظهر فيها نوع جديد من SARS-CoV-2 تماماً مثل الطريقة التي نتعامل بها مع البنسلين لعلاج التهاب الحلق، نتخيل تناول الدواء لفيروس كورونا، ما يسمح لنا باستئناف حياتنا الطبيعية من دون الخوف من العلاج في المستشفى والموت”.

شارك المقال