كاد المعلّم أن يكون رسولاً… كافراً

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

تأتي مناسبة عيد المعلّم في لبنان، والمعلّم ليس بخير.

فمع اشتداد الأزمات الاقتصادية، اتّجه الكثير من الشركات الخاصة الى رفع رواتب موظّفيه لكي تتماشى مع الغلاء المعيشي. أمّا بالنّسبة الى المدارس فغالبيتها زادت أقساط التلامذة ولكنّها لم تزد رواتب الأساتذة بشكل عادلٍ، فأصبح الأستاذ يتقاضى راتباً لا يكفيه كي ينتقل بسيّارته من بيته الى المدرسة.

لماذا كافر؟

كفر هذا “الرسول” لأنّ راتبه أصبح لا يتعدَى الـ ١٠٠ دولار. كفر هذا “الرسول” لأن رسالته نابعة من قلبه، لكنّه لم يتلقَ التقدير من دولته ومن المدارس التي يعمل فيها.

كفر هذا “الرسول”، لأنّه يعود الى بيته ولا يستطيع تأمين احتياجات أطفاله في الوقت الذي يؤمن فيه سعادة أطفال آخرين.

كفر لأنّ الجوع كافر، والفقر كافر، والإحباط كافر…

كفر لأنّه يحمل رسالة، فيما التّعب أنهك جسده وما عاد قادراً على تحمل المزيد.

كفر لأنه، مع كل الشهادات التي يحملها، أصبح يُفضّل – وبالطبع “الشغل مش عيب” – أن يعمل في مقهى أو مطعم ويعتمد على “بقشيش” الناس فيتقاضى مالاً أكثر شهرياً. ومنهم من يفضَل العمل في محطات البنزين لأن معاش العامل فيها أفضل.

يؤكد علي وهو أستاذ في احدى المدارس الخاصة، أنّ راتبه لم يعد يكفيه، لذا فهو يعمل بعد الظهر كمدرس خصوصي، وفي المساء سائق تاكسي لفتاة تُنهي عملها في وقت متأخّر. ويقول: “لدّي طفلان أريد أن أؤمّن لهما حياة كريمة، من دون أن أحتاج أحد”.

في السابق كان راتب الأستاذ من بين الأعلى والأفضل في لبنان، أمّا اليوم فيبدو أن العلم تغيّر.

غالبية المدارس الخاصة والرسميّة، لم تقدر الأستاذ حق قدره، ولا سيما في هذه الأزمة… فويلٌ لأمّةٍ تُكافئ شياطينها أكثر… من “الرّسول”.

شارك المقال