كورونا تختفي في دول وتتوحّش في أخرى… وتسجيل أول لقاح أنفي

تالا الحريري

بعد ارتفاع حاد شهدته كل دول العالم في الأشهر السابقة لإصابات ووفيات فيروس كورونا، عاودت إنخفاضها. وليس ذلك فقط، فيبدو أنّ كورونا انتهى تماماً وتشكلت المناعة المجتمعية عند الجميع. وباتت الاصابات يوميا حوالي الـ200 بعدما كانت تتخطى الـ1500، وبالتالي يبدو أنّ توقعات بعض الباحثين في أنّ أوميكرون سيقضي على بقية المتحورات ويكون ختام هذا الفيروس في مكانه. وعلى الرغم من طمأنة الجهات الصحية الناس عن الوضع الصحي وإمكانية التخلي عن الكمّامة، يواجه الجزء الآخر من العالم حرباً جديدة مع كورونا.

بوادر إيجابية في لبنان

في لبنان، بشر وزير الصحة فراس الأبيض بأن “أرقام إصابات فيروس كورونا إلى إنخفاض إلى توجه نحو تخفيف الاجراءات، وأنّه من الممكن الاستغناء عن الكمامة في الأماكن العامة غير المكتظة أو المغلقة”.

كما أكد رئيس اللجنة الوطنية للقاح الكورونا الدكتور عبد الرحمن البزري “أنّ التراجع في عدد الإصابات الجديدة والوفيات من وباء الكورونا مستمر، وأن المؤشرات الوبائية أظهرت دخول لبنان في المرحلة الثالثة من التفشي المجتمعي بعد أن كان في المرحلة الرابعة، وأن البلاد ستدخل في المرحلة الثانية خلال الأسابيع المقبلة”.

المناعة الهجينة حماية طويلة الأمد

أظهرت دراستان جديدتان أن الأشخاص الذين لديهم مناعة هجينة (تلقوا اللقاح كاملا وأصيبوا بفيروس كورونا) يتمتعون بأكبر قدر من الحماية من الفيروس. إذ قال برامود كومار من معهد Translational Health Science and Technology Institute في الهند أنّ “المناعة الهجينة الناجمة عن التعرض للإصابة الطبيعية والتلقيح ستصبح على الأرجح المعيار العالمي وقد توفر حماية طويلة الأمد من المتحورات الناشئة”.

فيما خلصت دراسة استندت إلى سجلات السويد الوطنية إلى أن الأشخاص الذين تعافوا من كورونا يحافظون على مستوى عال من الحماية من إصابة جديدة قد يصل إلى حوالي 20 شهراً. وبينت أنه لدى الأشخاص الذين حصلوا على جرعتي لقاح مع مناعة هجينة، يتراجع خطر إصابتهم مرة جديدة بنسبة 66% مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مناعة طبيعية فقط. 

لا متحورات جديدة

كشفت ممثلة منظمة الصحة العالمية في روسيا ميليتا فوينوفيتش، أنّ المنظمة لم تلاحظ حتى الآن علامات ظهور سلالات خطيرة جديدة من فيروس كورونا. وأشارت إلى أنّ “بعض الخبراء يرون أن أوميكرون قد يكون المتغير الأخير، ولكن في الوقت الحالي لا توجد طريقة لمعرفة ذلك على وجه اليقين. وهناك احتمال ظهور متغير جديد أكثر عدوى أو خطورة”.

لكن في الجهة المقابلة، إكتشفت سلطات البلاد الصحية في الصين نوعاً جديداً متفرّع من المتغير BA.1.1 لسلالة أوميكرون لدى مريض يعاني من أعراض خفيفة، حيث أنّ هذا النوع لم يتطابق مع الأنواع المكتشفة سابقاً في الصين وحول العالم.

وأعلنت وزارة الدفاع الصينية أن جيش التحرير الشعبي الصيني أرسل أكثر من 2000 متخصص طبي إلى شنغهاي، التي تم إغلاقها بسبب تفشي فيروس كورونا للمساعدة على مكافحة الجائحة. كما تم إرسال أطباء من سبع وحدات طبية تابعة للقوات البرية والقوات البحرية والقوات اللوجيستية المشتركة، التي ستشارك في إجراء PCR وعلاج المصابين. وكانت سلطات هذه المدينة قد فرضت إغلاقا منذ 28 آذار، على خلفية التفشي الجديد لعدوى فيروس كورونا. وحسب سلطات المدينة المختصة، فإن الإغلاق ضروري لإجراء جولتين من الاختبارات الجماعية ومنع المزيد من انتشار الفيروس.

أول لقاح أنفي في العالم

وفي روسيا، سجلت وزارة الصحة الشكل الأنفي للقاح سبوتنيك V للوقاية من فيروس كورونا المستجد، الذي طوّره مركز غاماليا الوطني لبحوث الأوبئة والأحياء الدقيقة في روسيا الاتحادية. وأوضحت الوزارة أنّ اللقاح الأنفي يتكون من جرعتين، تفصل بينهما ثلاثة أسابيع، ويمكن استخدامه من قبل الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فما فوق.

شارك المقال