الأعمال الرمضانية دون المستوى… والرقابة غائبة

جنى غلاييني

هلّ شهر رمضان المبارك علينا مجدداً، و”هلّت” معه مسلسلات تتنافس كل عام في السباق الرمضاني، وينتظرها المشاهدون ليتابعوا أبطالهم المفضلين. ولكن سنة بعد سنة صارت المسلسلات التي تُعرض لا تليق بالشهر الفضيل، فلا هي اجتماعية تجمع كل أفراد العائلة، ولا توجيهية تحض على الخير والمودة والرحمة أو فيها نوع من الترفيه للمشاهد، بل أصبح كثير من الاعمال التي تعرض اليوم يروّج لمواضيع لا تمت الى قيم هذا الشهر بشيء، ولا تخلو من مشاهد ت مخلّة تخدش الحياء وتتصمن ألفاظاً غير لائقة. المانع الأول لعرض مثل هذا المستوى الهابط من الأعمال هو توقيته أي في شهر رمضان، فضلاً عن طبيعة المجتمع العربي الذي لا يتقبل كل ما يعرض عليه من ابتذال، ولا تقليد الغرب في أمور غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا.

ومع غياب المنافسة هذه السنة بين المسلسلات في لبنان والوطن العربي، وغياب أبرز الوجوه الرمضانية، بات التركيز محصوراً بالمسلسلات المعروضة، إذ يسهل على المشاهد ملاحظة الابتذال في المحتوى. فهل تعتبر الدراما اللبنانية دون المستوى هذا العام؟ وما رأي الجمهور بما يعرض من مسلسلات؟

الناقد الفني محمد حجازي يوضح لـ”لبنان الكبير” أن “الأعمال اللبنانية ليست غائبة هذه السنة بالمعنى الخقيقي، بل لدينا منتجان كبيران وقويان حاضرين على الساحة وهما المنتج صادق الصباح والمنتج جمال سنّان. الصباح أنجز خمسة أعمال رمضانية منها لبنانية وأخرى عربية ولكن تبقى هوية الإنتاج لبنانية. أمّا سنّان فأنجز ما يقارب الأربعة أعمال، ولبنان يحاول منذ خمس سنوات أن ينافس كلاً من مصر وسوريا على الأولوية”،، معتبراً أن “كل المسلسلات الرمضانية المعروضة هذه السنة على شاشات التلفزة لا قيمة لها”.

ويقول: “كل سنة نرى مجموعة أعمال لا علاقة لها بشهر رمضان ولا تليق بعرضها أثناءه، ولكن المشكلة موجودة في أخلاقية المنتج، ويفترض في كل دولة عربية وجود رقابة على الأعمال، في مصر مثلاً هناك رقابة على كل الأعمال الرمضانية، بحيث لا يمكن لأي منتج مصري أن ينتج على هواه، بل هناك سقف وضوابط تتحكم بالعمل الانتاجي، وهذا هو المطلوب وجوده في كل دول العالم العربي”.

وهذه أبرز الانتقادات المتصدرة على السوشال ميديا:

https://twitter.com/ismaildrhassan/status/1512924177510060041?s=24

https://twitter.com/abodrndesh1900_/status/1513126353742307328?s=24

ويشدّد حجازي على أنّ “مستوى الأعمال الرمضانية لسنة 2022 ليست بالمستوى الجيد، ما يؤكّد لنا أنّ الدراما العربية ليست دراما دائمة الجودة، والدليل أنّ الأعمال لسنة 2021 كانت أفضل من هذه السنة، إذ غالبية النجوم المصريين الكبار لم تقدم أعمالاً رمضانية وفي طليعتها يحيى الفخراني وعادل إمام، لذا نرى أنّ المنتجين يعتمدون على نجوم الصف الثاني والثالث والرابع بهدف التقليل من تكاليف الانتاج”.

ويضيف: “الأهم من ذلك غياب عدد من النجوم المهمين مثل أحمد حلمي ومحمد هنيدي، اذ بدلاً من تقديمهما عملاً تلفزيونياً، اتجها الى العمل الإذاعي بسبب استيائهما من الأفكار المتشابهة والتقليدية التي تطرح عليهما ولعدم وجود أفكار جديدة”.

ويلفت الى أن “كثيراً من المنتجين يقلّلون من شأن العمل الإنتاجي ويصنعون أعمالهم بمستوى هزيل والمهم لديهم اللحاق بالسباق الرمضاني ظنّاً منهم أنّها ستباع في الخارج، لكنهم لا يعرفون أنّ هناك الكثير من الأعمال التي لا تُباع إذا لم تكن لها قيمة ومحتوى”.

وعن الأعمال اللبنانية المعروضة هذه السنة، يقول حجازي: “لم يعجبني الجزء الثاني من مسلسل للموت، فالتمثيل ليس بالصراخ، والحقيقة أن المسلسل حتى الآن عبارة عن صراخ وزعيق وتفحيش، والتمثيل لا يكون بهذه الطريقة، وكل شيء يزيد عن حده لا يعد مقبولاً”.

وعن مسلسل “والتقينا”، يرى أنه “أسوأ مسلسل صدر حتى الآن فلا أحد من الأبطال يجيد التمثيل، وحرام نوال بري تعلق هذه العلقة، فهي شابة جميلة ولديها تلقائية في حياتها يمكن أن تصنع منها فنانة رائعة، ولكن في هذا المسلسل ظهرت عكس ذلك”.

ويعتبر حجازي أن “مهنة التمثيل مثل كل المهن، وهناك الكثير من المواهب خارج الاختصاص، والعديد من الممثلين الحاليين لا يمتلك شهادة في التمثيل، لذا ليست عبرة أن يكون الممثل ذا اختصاص في التمثيل. ومن المفترض أن تتاح فرصة التمثيل لكل من يمتلك الموهبة سواء كان ذا شهادة أم لا”.

أما رواد مواقع التواصل الاجتماعي فكان لهم رأي آخر:

شارك المقال