ضحية لـ “قبعة الموت”… و”الزراعة” تطلق توعية قريباً

تالا الحريري

مع حلول فصل الربيع، يبدأ ظهور النباتات بمختلف أشكالها في البساتين والبراري وحدائق البيوت، ويهرع الناس إلى قطفها وتناولها من دون أن يدركوا ماهيتها أو خطورتها، لا سيما أن البعض منها سام وفي غالبية الأحيان، يخلف وراءه ضحايا ممن يقطفون هذا النوع ويتناولونه من دون أن يدركوا ما يسببه من ضرر في الجسم.

النباتات السامة تنمو خاصة في فصلي الربيع والصيف، والبعض قد يُفتن بغرابة أشكالها فيقطفها، ويتناولها، وبعد فترة تبدأ العوارض بالظهور من دون أن يعرف ما يحصل له، وحين يتوجه الى المسنشفى ربما يكون قد فات الأوان.

ضحية “قبعة الموت”

من بين هؤلاء الضحايا المواطن أحمد علي عواضة البالغ من العمر 47 عاماً وهو من بلدة الخيام ومقيم في الدوير، وقد توفي منذ أيام اثر عارض صحي سريع جراء تسممه بفطر بري. بدأت الأعراض الحادة والأوجاع وحالات التقيؤ تظهر عليه، فتم نقله الى “مستشفى الشيخ راغب حرب” في تول، حيث خضع لاسعافات أولية بعد تسمم الدم خلال 24 ساعة ومن ثم أصيب بفشل كلوي دخل بعدها في غيبوبة وفارق الحياة.

وشرح الطبيب عامر حطيط أنّ عواضة تناول فطراً ساماً وهو الفطر المعروف بـ”قبعة الموت”، وتبدأ أعراضه  بالظهور من آلام البطن الشديدة، والقيء، والاسهال الدموي، مما يؤدّي الى شعور الشخص بالعطش الشديد جراء الفقدان السريع للسوائل.

وزارة الزراعة: توعية للناس

بدوره، أكد مصدر في وزارة الزراعة لـ “لبنان الكبير” أنّ “من يتناول هذا الفطر، يتوفى خلال 6 إلى 12 ساعة، لأنّه يعمل بشكل مباشر على إتلاف خلايا الجسم وتلقائياً يصبح هناك فشل في الكبد والكلى والجهاز العصبي المركزي. ونسبة الوفاة في هذه الحالة وصلت إلى 50%”.

وقال: “هذا النوع من الفطر يعتاش من صمغ شجرة الصنوبر التي ينمو تحتها، ويظهر تقريباً بشكل كثيف في فصل الربيع. وهذا الفطر يعتبر من أكثر النباتات السامة الموجودة على الأرض وأسرعها في تسبب الوفاة. إجمالاً، المزارعون يتعرفون على النباتات السامة، ولا أحد يبيع منها بل هي تنبت في البرية فقط”.

وعن وجود مضاد لسم هذه النباتات، أوضح المصدر أن “الشخص في بداية الأمر، إذا أدرك سريعاً ما تناوله، فهناك نسبة مئوية بإمكان العلاج. أمّا إذا مضىت فترة 4 الى 5 ساعات فيمكن أن تحدث الوفاة بنسبة 50%”.

وأشار الى أنّ “هناك موقعاً للوزارة يتضمن كل المعلومات. وهناك زاوية لتوعية الناس أصبحت جاهزة على تطبيقنا وسنطلقها قريباً، وتشمل أموراً عدة لها علاقة بالتوعية الزراعية. كما أنّنا نقوم بمشاريع جديدة تعتمد على إمكانيات حديثة جداً بالتعاون مع منظمات دولية مختصة أهمها اليونسيف”.

وزارة الصحة تنبّه

وبعد تسجيل حالة الوفاة هذه، و15 حالة تسمم كيميائي، نتيجة تناول الفطر البري السام، نبهت وزارة الصحة في بيان المواطنين على أن “هناك أنواعاً من الفطر البري غير سامة وآمنة للاستهلاك، فيما هناك أنواع عديدة سامة يسبب تناولها الوفاة أو التسمم الكيميائي الحاد”.

وذكرت بأن “الفطر السام وغير السام متشابهان من حيث الشكل إلى حد كبير، الأمر الذي يجعل التمييز بينهما صعباً على المواطنين. وحدهم الاختصاصيون في علم النبات قادرون على التمييز بينهما”، محذرة المواطنين من تناول الفطريات البرية، “لما لذلك من خطر على صحتهم وسلامتهم”.

شارك المقال