موسم السياحة معلق بالانتخابات

تالا الحريري

منذ العام 2019، والقطاع السياحي في لبنان يشهد خضات متتالية سواء بسبب التوترات الأمنية أو الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي استفحلت في البلد. ولم يعد السيّاح يهتمون لبحر لبنان وجبله، أو لمناخه المعتدل ولذّة مأكولاته، ولا يمكن ربط تراجع السياحة بأزمة الدولار، فالسياح أساساً يتعاملون بالعملة الصعبة.

إنحسار موجة كورونا كان مؤشراً جيّداً الى عودة الحركة السياحية لنشاطها السابق، بعدما أثرت عليها الجائحة لسنتين متتاليتين. لكن أجواء الانتخابات النيابية هذه السنة والأنباء المتداولة عن إحتمال تأجيلها أو تطييرها، تخيف اللبنانيين من خضّة أمنية. وفي حال حصل ذلك، فلن يمر مرور الكرام، والسياحة هي العنصر الأول الذي سيتضرر حينها. فلبنان لا تنقصه مصيبة أن يحذفه السياح والمغتربون من قائمة الدول التي يرغبون في زيارتها.

الأشقر: السياحة لا تمثل 25% من سابقاتها

وفي السياق، أوضح رئيس اتحاد النقابات السياحية، نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لـ”لبنان الكبير” أنّ “القليل من الأردنيين والكثير من العراقيين والمصريين جاؤوا الى لبنان، وهؤلاء يعتبرون سياحاً، وقد ملأوا الفنادق، بحيث وصلت نسبة التشغيل في بيروت إلى 70%، لكن هذا كان لمدّة 3 الى 4 أيام فقط وليس لأسبوع أو شهر. إلى جانب مغتربين في دول الخليج وآخرين من أفريقيا، فعّلوا السياحة الداخلية وقاموا بتنشيط الحركة خارج بيروت”.

أضاف: “الإجازة سابقاً كانت من 10 الى 15 يوماً. وفي الصيف الماضي كان سوق السيّاح نفسه، وكانت السياحة الداخلية مبنية على المغترب اللبناني المقيم في الخليج العربي وأفريقيا وأوروبا. لكن هذا كلّه لا يمثل 25% من السياحة التي كانت في السنوات السابقة. ففي سنة 2010، كان مدخول السياحة 9.3 مليارات دولار، واليوم بتنا نفاوض البنك الدولي وغيره على مليارين وثلاثة”.

وعن النفقات التشغيلية للفنادق في ظل الأزمة الاقتصادية التي تزداد حدّة يوماً بعد يوم، أشار الأشقر إلى أنّ “النفقات التشغيلية زادت 25 مرة، ولدينا مشكلة كبيرة وهي الطاقة. فالكهرباء لا تأتي أكثر من ساعة في النهار ما يدفعنا إلى توليد طاقة بقية اليوم. في الصيف الماضي كان ثمن طن المازوت مليوناً و400 ألف ليرة، واليوم أصبح 30 مليوناً. بالطبع هناك خسارة، ووقعنا في ركود في فترة ما”.

وعن الحركة ولا سيما في فترة الانتخابات وفي الموسم الصيفي عموماً، قال: “عز الحركة يبدأ من تموز حتى منتصف أيلول تقريباً، أي في العطلة الفعلية في جميع الدول. والانتخابات، ستؤثر طبعاً إذا حصل شيء معاكس. فأي خلل أمني أو تظاهرة تؤثر في الوضع السياحي ككل”.

بيروتي: الحركة السياحية تعتمد على الوعي

من جهته، قال الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية جان بيروتي لـ”لبنان الكبير”: “ما شهدناه في هذه الفترة هو نتيجة الأعياد الذي مررنا بها، وهذا ما جعل الحركة ناشطة. كما شهدنا أسواقاً جديدة على لبنان مر وقت ولم نرها كالسوق المصرية والسوق الأردنية، إضافةً إلى السوق العراقية الناشطة في لبنان”. واعتبر أنه “إذا إستمر الوضع على هذه الحال، ومرّت الانتخابات على خير، فسيكون موسم الصيف هذه السنة مقبولاً إلى حد ما”.

ونفى بيروتي أنّ تؤثر أزمة جوازات السفر على الحركة السياحية، “ولا أتوقع أن يكون هذا الموضوع مفصلياً”. وأكد أن “المؤشر السياحي اليوم، يعتمد على كمية الوعي، أي يعتمد على الوعي في الخطاب السياسي. فإذا كان الخطاب السياسي هادئاً وتكلّم عن الأمور الايجابية، فبالطبع ستكون هناك حركة”.

شارك المقال