مشوار البحر… “بالفريش بتفرفش”

جنى غلاييني

حتى البحر الذي يلجأ الى أحضانه اللبنانيون خلال فترة الصيف هرباً من الحرارة المرتفعة ليبرّدوا أجسادهم بين أمواجه، بات حكراً على طبقة معينة أو تلك التي تملك “الفريش دولار”، بما يعني أنّ الدولار يتحكم في مأكلنا ومشربنا وملبسنا وصحتنا وحتى في مشاويرنا وحقنا في “الفرفشة” والترويح عنالنفس، والنتيجة: غطسات في الأزمات اللامتناهية، ولا غطسة واحدة في المياه الباردة.

أسعار خيالية!

أصبحت كلفة الدخول الى المسابح في لبنان فعلاً لا تُصدّق، فمن كان يتوقّع أن تصل هذه الكلفة في أحد مسابح بيروت الى 700 ألف ليرة كحدٍ أقصى و300 ألف كحد أدنى؟

أمّا خارج نطاق بيروت فتبدأ الأسعار بانخفاض خجول، وإذا اتجهنا جنوباً يمكن أن تصل كلفة الدخول الى 200 ألف في أيام الأسبوع لترتفع مع نهايته الى 390 ألفاً. أمّا شمالاً باتجاه جبيل والبترون فتبدأ الأسعار تقريباً من 150 ألفاً وتتجه صعوداً.

المواطن اللبناني في صيف 2022 اذا أراد الترفيه عن نفسه فالثمن سيكون حرق أعصابه أولاً وتبخّر ما فيجيبه ثانياً. ومن قال ان المال لا يشتري السعادة لم يأخذ لبنان في الاعتبار، اذ بات كل ما يسعد المواطن غالي الثمن معنوياً ومادياً.

وبطريقة حسابية بسيطة، فان تمضية يوم على البحر لشخصين يكلف حوالي مليون و400 ألف وما فوق مع احتساب كلفة المواصلات والطعام والشراب.

بيروتي: المسابح العائلية مقبولة

ويقول الأمين العام لإتحاد النقابات السياحية جان بيروتي لـ”لبنان الكبير”: “هناك حركة منتظرة لازدهار موسم الصيف لكنّها معلّقة بأجواء الانتخابات المقبلة وما بعدها، إذ هناك حجوزات أوّلية أي ليست مؤكّدة بعد إلى حين انتهاء الانتخابات”.

ويشير الى أن “نسبة 60% وأكثر من المسابح تعتمد كلفة الدخول البها 100 ألف وما دون وهي من فئة المسابح العائلية، أمّا المسابح ذات الكلفة العالية فهي من فئة المسابح الخاصة التي يبحث عنها الشباب وتشمل أجواء موسيقية وحفلات وأنشطة، لذا يجب أن يعرف الناس أنّ هناك مسابح كلفة دخولها مقبولة جدّاً”.

ويوضح بيروتي أن “وزارة السياحة هي المسؤولة عن رقابة أسعار دخول المسابح في حال تغيّرت، وهي التي تعطي الموافقة على السعر المعتمد لكل مسبح على الرغم من أنه لا يمكن تحديد سعر معيّن والدولار اليوم بـ27 ألفاً وغداً ربما يصبح 40 ألفاً”.

شارك المقال