اللبنانيون اجتاحوا سوق العملات الرقمية… فانهارت

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

مع اشتداد الأزمة الاقتصادية في لبنان وهبوط قيمة الليرة اللبنانية، صار اللبنانيون يفتشون عن حلول لكسب الـ “فريش” دولار الذي نهبته الدولة، فاجتاحوا، وخصوصاً الشباب منهم، سوق العملات الرقمية المشفرة واستثمروا ما تبقى من أموالهم فيها، حتّى أن هنالك من لجأ الى اقتراض المال لكي يشتري العملات الرقمية ويبيعها فيما بعد بسعر أعلى.

فمع المشكلة الاقتصادية التي شهدها العالم وخصوصاً خلال جائحة كورونا، كانت العملات الرقمية تؤمن ربحاً “سهلاً” حسب ما يعتبر البعض.

ولكن في الفترة الأخيرة، شهد سوق العملات الرقمية إنهياراً غير مسبوق. فقد وصل سعر عملة البيتكوين الى ما دون الـ 30 ألف دولار، بعدما تخطت الـ 60 ألف دولار خلال العام 2021.

وحسب إحصاءات من CoinMarketCap، فقد انخفضت قيمة مجمل معدل العملات الرقمية 35٪؜، ما شكل انخفاض الثلث مما كانت عليه في أواخر سنة 2021.

ونالت عملة Terra Luna النصيب الأكبر من الانهيار، فانخفض سعرها بقيمة 100٪؜، من 118$ الى أقل من 0.08$ وقام بعض مواقع العملات الرقمية بشطبها من قائمته.

ويوضح الخبير في العملات الرقمية رامي عطروني أن هذا الانهيار يعود الى فقدان الثقة بسوق العملات المشفرة وسط الضغوط الاقتصادية العالمية الناجمة عن الحرب الروسية – الأوكرانية وتداعيات الاغلاق بسبب فيروس كورونا. ويعتبر أنّها ردّة فعل عالمية، فهذه السوق لا قيود فيها فتقوم حيتان المال بصرف أرباحها.

وعما اذا كانت السوق ستستعيد عافيتها، يقول عطروني: “اذا لم تنظم هذه العملية وتغير مساراتها ليكون استخدام العملات الرقمية استخداماً فاعلاً فنحن ذاهبون نحو انهيارها التام في العام 2023”.

وعن “الفوعة” اللبنانية التي حدثت في هذا القطاع، يشير الى أن “اللبنانيين يلحقون هذه الضجة، ولكن معظهم يستثمر في العملات الرقمية بصورة عشوائية، فاعتبروا أن الربح سهل ومضمون ومع فرق الدولار سوف يحصدون المال الوفير. بالطبع لا ثقة بالدولة اللبنانية، فاتّجهوا الى سوق المخاطر فلا شيء يخسروه”، مؤكداً أن “الاستثمار أمر في غاية الأهمية ولكن سوق العملات المشفرة فيها مخاطرة، حتّى مع درس الاستثمار، تبقى مليئة بالمخاطر”.

وعن رأي الشباب الذي استثمر في هذه السوق، يوضح حسن (26 عاماً) أنّه بدأ بالاستثمار عند انهيار الليرة اللبنانية اذ كان يبحث عن المردود الإضافي بالدولار، درسها قليلاً، حضر بعض الفيديوهات وبدأ بكسب بعض المال، ولكنه اليوم خسر كل المبلغ الذي استثمره. ويقول: “لن أسحب المال بل سأتركه، فأنا أؤمن بأن السوق سوف تستعيد عافيتها”.

شارك المقال