بعد التهاب الكبد… اليرقان يتفشّى في لبنان

تالا الحريري

لا تخلو البيئة المجتمعية من الفيروسات، التي بدأت تتكاثر في الآونة الأخيرة بصورة كثيفة ومخيفة. فبعد فيروس كورونا وجدري القرود، تفشّى فيروس التهاب الكبد (A) بسرعة كبيرة في لبنان، حيث سجلت بداية 49 إصابة في طرابلس زُعم أنّها بسبب المياه، وما لبثت نقابة أطباء لبنان أن دقت جرس الإنذار مع تسجيل 555 إصابة أعلنت عنها وزارة الصحة العامة منها 202 في الشمال و217 في البقاع. وتبين أنّ هذا الفيروس ينتقل في المجتمعات المكتظة، وعبر التواصل المباشر وتقبيل الأشخاص المصابين. وحسب الأبحاث المختلفة تأكد أنّ الاصابة بفيروس التهاب الكبد ناتجة عن قلّة النظافة الشخصية أو من مياه الشرب أو الخضراوات والفواكه غير المغسولة.

وبحسب نقيب الأطباء يوسف بخاش، فإنّ “الفيروس يتسبب بالتهاب في الكبد ويخلق مناعة في الجسم، يتعافى بعدها المريض. وبالنسبة الى كبار السن الذين يعانون من مشكلات صحية ولا سيما في الكبد، فقد يتعرضون عند إصابتهم به لقصور في وظائف الكبد وهي حالات استثنائية”.

وأشار إلى أنّ عوارض هذا الفيروس تظهر خلال فترة 15 و50 يوماً، وأن حملات اللقاح مهمة جداً لكنها لن توقف العدوى لدى أشخاص أصيبوا بالفيروس.

مؤخراً، إنتشر اليرقان وهو عارض أساس لهذا الفيروس، بصورة سريعة، وأعلنت حالة الطوارئ من المكتب الصحي المركزي في التجمع الوطني الديموقراطي واللجنة الصحية في تجمع الأطباء في لبنان.

يُعرف اليرقان بأنّه حالة تجعل لون الجلد وأنسجة الجسم وسوائله وبياض العينين أصفر، وهذا يعود إلى البيليرويين أي فضلات صفراء اللون تبقى في الدم بعد إزالة الحديد وعندما تنحل كريات الدم الحمراء. يزيد على اللون الأصفر، حكة في الجسم، وبول داكن، بينما إنخفاض البيليرويين في الدم يؤدي إلى التعب، آلام في البطن، فقدان الوزن، القيء والحمى.

ولا ينتج اليرقان من خلال إنتقال العدوى بفيروس الكبد وحسب، فحوالي 60% من الأطفال حديثي الولادة تظهر عليهم أعراض اليرقان فور ولادتهم أو خلال 72 ساعة، بحيث يكون كبد الطفل أقل فاعلية في تنقية الجسم من البيليرويين فتتكسر خلايا الدم الحمراء.

ويكمن العلاج في الحصول على اللقاح المضاد لالتهاب الكبد الذي يعطي نتيجة إيجابية بنسبة 95%. ويعطى جرعة للأطفال من صفر الى ٦ أشهر، ٦ أشهر وما فوق جرعتين و٣ جرعات للكبار.

وتجدر الاشارة إلى أنّ هذا الفيروس قد يتحوّل إلى مرض مزمن يؤدي الى تشمّع الكبد أو إصابته بسرطان في حال عدم معالجته. وإلى جانب إلتهاب الكبد (A) توجد أنواع أخرى منها (B) يعاني منها 1 إلى 2٪ من الشعب اللبناني، و(C) يعاني منها أقل من 0.5٪ من الشعب اللبناني. كما أنّ 30 إلى 50% من مدمني المخدرات في لبنان مصابون بإلتهاب الكبد (C).

شارك المقال