جدري القرود في لبنان: الاصابات قليلة واللقاح موجود

تالا الحريري

صحيح أنّ فيروس جدري القرود إنتشر فجأة وبسرعة، لكن فيروس كورونا بقي مستحوذاً على الجزء الأكبر من الاهتمام والتخوف ليأتي في المرتبة الثانية فيروس التهاب الكبد المجهول الأسباب، والذي من الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات كالسرطان وغيره، ما يجعل المواطن في حالة يقظة لما يأكل ويشرب. الكثيرون إطمأنوا حيال جدري القرود كونهم ملقحين ضده سابقاً أو لكونه ينتقل عبر العلاقات الجنسية وخصوصاً بين المثليين، لكن ماذا لو حلّ مكان كورونا؟

وأعلنت وزارة الصحة العامة في بيان، أنه يتم إبلاغها عن حالات محتملة لجدري القرود وتقوم بتقصي الحالات وإرسال العينات الى المختبر المرجعي في فرنسا، إضافة الى تتبع المخالطين.

وأشارت الى أنه “عند التشخيص، يطلب عزل المريض طيلة فترة المرض. يعتمد العزل في المنزل في حال كانت العوارض خفيفة، ويطلب العزل في المستشفى في حال ظهور اشتراكات (التهاب الرئة). في ما خص المخالطين المقربين، فيطلب تحديدهم ومتابعتهم 21 يوماً من دون اللزوم الى الحجر الصحي أو المنزلي. في حال ظهور العوارض لدى المخالطين، يطلب اجراء الفحوصات المخبرية وعزلهم”.

عبد الله: لسنا أمام كورونا جديدة

أوضح رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبد الله لـ”لبنان الكبير” أنّ “الاصابات بجدري القرود في لبنان قليلة جدّاً فلا داعي حالياً لتخصيص أقسام أو غيره، فنحن لسنا أمام كورونا جديدة”.

وأشار إلى أنّ “وزارة الصحة ومصلحة الطب الوقائي والترصد الوقائي تقومان بالاجراءات المطلوبة، ولبنان سيعتمد كل المعايير التي ستطلقها منظمة الصحة العالمية كالعادة”.

وبالنسبة الى توافر اللقاحات ومدى الحاجة اليها، لفت عبد الله الى أنّ “اللقاحات لهذا المرض موجودة في الأساس، ومن الممكن أنّها لم تُطلب بعد في لبنان، لكن عند الحاجة اليها لن ننتظر سنة كاملة كما حدث في وقت كورونا”.

وعن سبب إرسال العينات في لبنان إلى المختبر المركزي في فرنسا، قال: “مخططنا للمختبر المركزي موضوع منذ زمن، حتى أنّنا وضعناه ضمن القانون لكن هناك تقصير من الحكومات المتعاقدة بعدم إقامته؟”.

حالة طوارئ صحية؟

وفي دراسة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تبيّن أنّ فيروس جدري القرود ينتقل عبر غبار الجو بطريقة مشابهة لفيروس كورونا. في حين أوصى الخبراء، المصابين بجدري القرود بإرتداء أقنعة العمليات.

وما يزيد الوضع خطورةً هو أنّ هذه الدراسات شبه مؤكدة، إذ أنّ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إعتبر أن “تفشي جدري القرود غير عادي ومقلق”، معلناً أنه قرر عقد اجتماع للجنة الطوارئ بموجب القواعد الصحية الدولية الأسبوع المقبل، لتقويم إن كان هذا التفشي يمثل حالة طوارئ صحية تثير القلق دولياً.

لكن منظمة الصحة العالمية أكدت من جهة أخرى، أن التلقيح الجماعي ضد جدري القرود، الذي بدأ بالتفشي في عدة أجزاء من العالم، غير ضروري في الوقت الراهن.

الدول خاضت تجربة سابقة مع كورونا ولم يمض الكثير على خروجها من معركة حادة، لكن هل لهذه الدول القدرة على مجابهة فيروس جديد بعد أن خرجت من قوقعة التزامها بالقيود والاجراءات، وبعد أن تراخى سكانها؟ وهل خبرتها السابقة مع جدري القرود كافية للحماية منه أم أنّه في حلّة جديدة الآن؟

وسجل أكثر من 1600 إصابة بالمرض في نحو 30 دولة، معظمها في أوروبا، وذلك منذ أوائل أيار الماضي.

شارك المقال