أطفال يرفضون نزع الكمامة… غطاء لما لا يريدون إظهاره

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

منذ بدء أزمة وباء كوفيد 19، والكرة الأرضية انقلبت رأساً على عقب. نمط حياة جديد، تغييرات لم نفكر فيها يوماً، واضطرابات نفسية كثيرة. الجميع تأثّر بتداعيات هذا الوباء. كبارٌ وصغارٌ عانوا على الصعيدين الجسدي والنفسي.

ولكنّ اللّافت في الأمر أنّه مع انحسار موجة هذا الوباء، وتخفيف الاجراءات المشددّة الّتي كانت قد فُرضت لمواجهته، لا يزال البعض يرفض نزع الكمّامة، اما لأنه لا يزال يعيش في وسواس الوباء، أو لأنّها تغطّي جزءاً من وجهه لا يريد إظهاره.

هذه المشكلة تكمن عند الأطفال وبشدّة. فهنالك من يرفضون نزع الكمامة لأنّهم لا يزالون يخافون من الوباء، فيما البعض الآخر يخشى الاستهزاء به، فوجد في الكمامة ملاذاً آمناً لتغطية ما يعتقده عيباً.

فالأطفال أصحاب الشفة الأرنبية، أو الفك السفلي المتراجع، أو حتّى أصحاب الشفّة الكبيرة، همّ أكثر فئة ترفض نزع الكّمامة ولا حتّى لأخذ الصّور، حتى تتفادى انتقادات الأطفال الآخرين وتنمرهم بهذه الّطريقة.

وبدا ذلك واضحاً في المدارس، حيث هناك نسبة كبيرة من الأطفال أصبحت تريح نفسها قليلاً من الكمّامة لأنّها ملّت منها، ومن هذا الروتين الّذي سلب منها جزءاً من طفولتها، ولكن فئة أخرى لا بأس بها ترفض ذلك.

الكمامة عادة

خجل، عقدة نفسية، مشكلات جلدية… المراهقة تأخذ نصيبها من العذاب. فسرعان ما اعتاد الشباب على هذه القطعة القماشية التي تغطي الجزء السفلي من الوجه وتسمح بالاختباء وراءها.

كريستال (12 عاماً)، التي لم تُظهر وجهها أبداً لرفاقها، تقول: “أعاني من مشكلات في بشرتي، أخشى الاضطرار إلى خلع الكمامة، لأنني لا أريد أن يرى الآخرون البثور الموجودة فوق فمي”. وتضيف: “أخاف من فكرة التّنمر، ولا أريد أن يستهزئ بي أحد”.

على الصّعيد النّفسي

على الصعيد النّفسي، توضح المعالجة النّفسية جينيفر عون “أنّنا نواجه نوعين من الأطفال: الأوّل الّذي يرفض نزع الكمّامة لأنّه لا يزال يخاف من الوباء امّا لأنّ محيطه كان يعيش وسواساً كبيراً، أو لأنّه أصيب به وتعرّض لأوجاع أو دخول مستشفى. فهذا النّوع من الأطفال لا يزال يعيش حالةً من الهلع والتروما، ما يجعل من الصعب عليه خلع الكمّامة. أمّا النّوع الثاني من الأطفال فلا يريد نزعها ليس خوفاً من المرض بل لأنّه فضّل شكله بها. ويعود ذلك الى قلّة الثقة بالنّفس التي يعيشها الطفّل، فهو يريد امّا تخبئة بثور في وجهه أو قسم منه لا يحبّه، أو لأنّه أحّب شكل وجهه بالكمامة. وهنا يعود الأمر الى الأهل في زرع فكرة تقبّل نفسه بدونها، وأنّه جميل وليس هناك ما يخبّئه”.

على صعيد النّطق

اما على صعيد النّطق لدى الأطفال، فقد تأثرت شريحة كبيرة منهم من جرّاء ارتداء الكمّامة. فهناك فئة تلفظ بصورة خاطئة وفضّلت عدم نزع الكمّامة لأنّ الكلام لا يظهر واضحاً، ويبدو الصوت عميقاً وراءها. وتؤكد نور مطر، وهي معالجة نطق، أنّ “ارتداء الكمّامة أثّر بشكل كبير على الأطفال الّذين يعانون صعوبات في النّطق. فعادةً ما ينظر هؤلاء الى شكل الكلمة ومخرجها لكي يستطيعوا أن يقلّدوها ويتحسّن نطقهم. كما أن من يعانون مشكلات في السمع تأثروا أيضاً بصورة كبيرة لأنّ اعتمادهم الأول هو على رؤية حركة الفم، الّتي تختبئ خلف الكمامة”.

شارك المقال