فرقة “مياس” تخطف الأنفاس… “بلبنان بينرفع الراس”

جنى غلاييني

مَن قال إنه إذا حاصرتنا الأزمات، وتآمرت علينا دول العالم لا يمكننا رفع إسم بلدنا ورأسنا عالياً؟ مَن قال إنه إذا ضاقت بنا سُبل العيش سنستسلم للأمر الواقع؟ نحن شعبٌ عنيد وحالم، يرى في الضيق فرجاً، وفي الأزمات فُرصاً، وأكبر دليل على ذلك نيل فرقة “مياس” المؤلفة من 31 شابة لبنانية الباز الذهبي بعدما أبهرت لجنة الحكم والجمهور ضمن برنامج “America’s Got Talent” بالعرض الفني الراقص الذي قدمته الثلاثاء. هذا الخبر ليس عابراً ولا عادياً، بل هو حصاد المثابرة والعمل بشغف للوصول إلى العالمية وإعلاء اسم لبنان عالياً، وهو يستحق التوقف عنده والكلام عنه.

لم تكن المرة الأولى التي تختبر فيها فرقة “مياس” هذا النوع من المجد الذهبي، ففي العام 2019 حصلت على الباز الذهبي في “Arabs Got Talent” وفازت في النهائيات أيضاً. كما مثلت لبنان في الموسم الأول من البرنامج نفسه في بريطانيا، ولكن للأسف لم تنجح وأقصيت في وقت مبكر من المنافسة. أما اليوم فعادت الفرقة التي تعتبر أول طاقم رقص لبناني عربي يظهر على الإطلاق في AGT “أميركا غوت تالنت”، ويحصد الباز الذهبي، ليصنع التاريخ!.

قبل صعودها الى المسرح، أوضحت الفرقة، التي ألّفها مصمم الرقصات نديم شرفان، سبب قدومها إلى الولايات المتحدة الأميركية بأنه محاولة لتحقيق أحلامها بالظهور في هذا البرنامج العالمي، وأشار شرفان الى أن “لبنان لا يعتبر مكاناً يمكنك بناء مستقبل مهني فيه من خلال الرقص، لذا فهو صعب حقاً، وأصعب على النساء”.

وعند اعتلائهن المسرح، قالت إحدى الراقصات تشرح اسم “مياس”: “إنها كلمة في اللغة العربية تعني مسيرة لبؤة”.

وسألت صوفيا فيرغارا وهي احدى أعضاء لجنة التحكيم الفرقة عن الحياة في لبنان اليوم، فأجابت احدى الراقصات: “لبنان بلد جميل جداً، لكننا نعيش صراعاً يومياً”. وقالت أخرى: “للأسف كونك راقصة كأنثى عربية لم يتم دعمها بالكامل بعد”.

وعندما سئلن عن حلمهن، قلن إن التواجد “على المسرح الأكبر في العالم” هو “فرصتهن الوحيدة ليثبتن للعالم ما يمكن للمرأة العربية أن تفعله، والفن الذي يمكننا إبداعه، والمعارك التي نقاتل من أجلها”.

وبعد أن وعدت الراقصات بأن رقصهن سوف يجعل الحكام ينامون مغناطيسياً، قدمن عرضاً إبداعياً لا يصدق من حركات متناغمة مع الايقاع، ورقص خالٍ من العيوب.

وبعد انتهاء عرضها، كان من الواضح أن الفرقة ستتلقى تأييداً من الحكام الأربعة المتحمسين يؤهلها الى النصف نهائيات، ولكن بعد تدخل صوفيا فيرغارا التي ذُهلت بأدائهن بصورة خاصة في لحظة وصفتها بأنها “لا تُنسى حقاً”، مؤكدةً أن “لا كلمات تشرح لكنّ ما نشعر به هنا، كان أجمل رقص إبداعي رأيته في حياتي! … ويشرفني أن أقوم بتمكينكن أكثر في هذه الرحلة، لأنكن تستحقن ذلك، وأريد أن أكون جزءاً من هذا! “، قامت بالضغط على الباز الذهبي لإعطائهن صوتها الذهبي، وبذلك تكون الفرقة تأهلت الى النهائيات مباشرةً. كما قال سايمون أحد الحكام: “يمكن القول إن هذا أفضل عمل راقص رأيناه على الإطلاق”.

وقال شرفان عبر صفحة “مياس” على “انستغرام” بعد الفوز بالباز الذهبي: “كل حياتي بسمع هل كلمة: نديم انت مطرحك مش بلبنان لازم تسافر، بس أنا وصلت من لبنان وما رح اتركو لأنو لبنان ما تركني. بحبك يا وطني”.

https://www.instagram.com/tv/CfGfWo2Ihuv/

كما شاركت صوفيا فيرغارا صوراً مع فرقة “مياس” على صفحتها:

https://www.instagram.com/p/CfFycHYLNVP/

شارك المقال