الحرمان من الخبز واقع اللبنانيين… لكنه مفيد صحياً

تالا الحريري

تناول الخبز الأبيض ثقافة عربية ولبنانية على وجه الخصوص، فالترويقة اللبنانية لا تكتمل من دون الخبز الأبيض المحمص، كما أنّ مازتنا الشهية كالحمص والبطاطا الحرّة وغيرها تحتاج الى خبز أبيض، ولا غنى عنه على الرغم من وجود بدائل كثيرة كخبز الشوفان والمرقوق والخبز الأسمر.. لكن اللبناني اليوم بات محروماً حتى من هذا الرغيف، فبعدما كان لقمة الفقير أصبح لا يتوافر اليوم الا نادراً وبسعر يستمر في الارتفاع. وهذا يعود إلى الأزمة الاقتصادية التي جعلت جميع احتياجات المواطن الأساسية والثانوية تقع في قائمة التسعير في السوق السوداء وليس ذلك وحسب، بل لا تتوافر بسهولة أيضاً. فلا يكفي التجار الاحتكار، ووصلوا إلى مرحلة إذلال المواطن.

تمر أيام قليلة يتواجد فيها الخبز الأبيض في الأفران والدكاكين، ولكن تبقى الطوابير على حالها، فلا أحد يعلم في أي يوم يصحو ولا يجد فيه رغيف خبز، وبالفعل هذا ما يحصل كل فترة. فمنذ أيام تزداد الطوابير كل يوم أمام الأفران من دون الحصول على ربطة خبز لأنّه مقطوع نتيجة نفاد مخزون الطحين.

أيام من دون رغيف خبز، أي أنّنا نستبعد المأكولات التي تحتاج حصراً إلى الخبز الأبيض. ولكن كيف ستتصرف أجسامنا مع هذا الانقطاع الفجائي للخبز؟ وهل هذا سيؤثر علينا؟

أخصائية التغذية رنا مرعي قباني قالت لـ”لبنان الكبير”: “لا أعتقد بوجود فوائد للخبز. الخبز الأبيض يُهضم بسرعة ويؤدي ارتفاع مؤشر نسبة السكر فيه إلى ارتفاع غير صحي في مستويات السكر في الدم. يمكن أن يسبب أيضاً تقلبات في المزاج والطاقة وتراكم الدهون، خصوصاً حول محيط الخصر”.

وأوضحت أنه “عند أكل الكربوهيدرات المكررة أو البسيطة مثل الخبز الأبيض، فإن مجرى الدم يغمره السكر مما يؤدي إلى زيادة الأنسولين لإزالة السكر من الدم. كل هذا الأنسولين يمكن أن يجعلك تشعر بالجوع بعد تناول الوجبة بفترة وجيزة، وغالباً ما تتوق إلى المزيد من الكربوهيدرات السكرية. وهذا يمكن أن يسبب الإفراط في تناول الطعام، وزيادة الوزن، وبمرور الوقت يؤدي إلى مقاومة الأنسولين ومرض السكري من النوع ٢”.

أضافت: “على عكس الكربوهيدرات البسيطة، يتم هضم الكربوهيدرات المعقدة ببطء، والتي تكون عادة غنية بالعناصر الغذائية والألياف، ويمكن أن تساعد في الوقاية من الأمراض الخطيرة، وفي إنقاص الوزن، وتحسين مستويات الطاقة. عموماً، تحتوي الكربوهيدرات الجيدة على حمل أقل نسبة سكر في الدم ويمكن أن تساعد في الوقاية من مرض السكري من النوع 2 ومشكلات القلب والأوعية الدموية في المستقبل”. وشددت على إمكان إستغناء الانسان عن الخبز الأبيض مدى الحياة.

تشمل الكربوهيدرات الجيدة: الحبوب الكاملة غير المكررة: القمح الكامل أو الخبز متعدد الحبوب والأرز البني والشعير والكينوا وحبوب النخالة ودقيق الشوفان. الخضراوات غير النشوية: سبانخ، فاصوليا خضراء، براعم بروكسل، كرفس، طماطم. البقوليات: الفاصوليا، الفاصوليا المطبوخة، البازلاء، العدس. المكسرات: الفول السوداني والكاجو والجوز. الفاكهة: التفاح والتوت والحمضيات والموز والكمثرى.

ووفقاً للجمعية الألمانية للتغذية يجب أن تتراوح كمية الخبز اليومية السليمة بين 200 – 300 غرام، وأن تشكل الكربوهيدرات يومياً نسبة 45 -65% من مجموع إستهلاك السعرات الحرارية اليومية، يعني إذا حصل الجسم مثلاً على 2000 سعرة حرارية في اليوم، ينبغي أن يكون بينها 900 -1300 سعرة حرارية من الكربوهيدرات (225 -325 غرام).

يقدّم كل 100 غرام من الخبز الأبيض 270 سعرة حرارية، 9.4 غرام بروتين، 3.6 غرام دهون، 49 غرام كربوهيدرات، 2.3 غرام ألياف غذائية. ويُشار إلى أنّ هذه الأرقام تختلف حسب نوع الخبز وطريقة تحضيره والمكونات المستخدمة فيه. وليس صحياً التوقف عن الخبز كلياً إلّا إذا كان الشخص يعاني من حساسية قمح.

شارك المقال