موجات كورونا تظهر مجدداً… وانتهاء الجائحة شعور خادع

تالا الحريري

بعد نحو ثلاث سنوات من التعامل مع فيروس كورونا، لوحظ أنّ الاصابات به تكثر في الشتاء لأن هذا الفصل يكون عادة بؤرة للأمراض والفيروسات وتسهل فيه العدوى. ومنذ أشهر ومع حلول فصل الربيع، ثم ومجيء الصيف بدأنا نشهد إنخفاضاً في الإصابات والوفيات، ولم يعد هذا الفيروس موجوداً في حياتنا اليومية كالسابق.

لكن أخصائية الفيزياء الحيوية الدكتورة نيللي سوسيدوفا تعرب عن اعتقادها أنّ طفرة جديدة في الفيروس التاجي ستظهر هذا الصيف، مع توقع زيادة الإصابات في روسيا في الخريف المقبل. وهذا يعود إلى أنّ الفيروس ينتقل من الشرق إلى الغرب، أي أنّ سلالة جديدة ستظهر في بلد شرقي كالصين كون إنتشار العدوى فيه مستمر، لينتقل إلى روسيا.

وستصل سلالة جديدة إلى روسيا في أيلول أو تشرين الأول بالتزامن مع التهابات الجهاز التنفسي الأخرى، بحسب سوسيدوفا، التي أكدت انخفاض انتشار المتغيرات السابقة للفيروس التاجي بصورة ملحوظة نتيجة حملات التطعيم وتعافي الكثيرين من المرض، أي نشأت مناعة جماعية. ولكن هذه المناعة ليست ضد الطفرات الجديدة، لذلك لا أحد يعلم كيف ستكون الطفرة الجديدة.

وقبل الوصول إلى الخريف أساساً، لوحظ في العراق ارتفاع ملحوظ في نسبة الحالات الموجبة من الفحوصات الكلية، وكذلك زيادة في عدد حالات الرقود في المستشفيات، ما يعني دخول العراق في موجة وبائية جديدة، وهذا ما حذرت منه وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية والمؤسسات العلمية العالمية بشكل مستمر من احتمالات حدوث موجات وبائية جديدة أو ظهور متحورات جديدة قائمة ومتوقعة.

فيما تتوقع سنغافورة أن تدخل في موجة جديدة من تفشي فيروس كورونا خلال الشهر أو الشهرين المقبلين، بحسب ما أكد وزير الصحة أونج يي كونج، الذي حث الآلاف من كبار السن على الحصول على الجرعات التنشيطية من لقاحات فيروس كورونا لتجنب الإصابة بالأعراض الحادة له.

وسجلت سنغافورة معدلاً من أعلى معدلات التطعيم في العالم، حيث حصل 92% من تعداد سكانها البالغ عددهم 5.5 ملايين نسمة على اللقاح، في حين حصل 77% على الجرعات التنشيطية.

إلى ذلك، منعت المملكة العربية السعودية السعوديين من السفر إلى 11 دولة هي: لبنان، سوريا، ليبيا، اليمن، الصومال، أفغانستان، إيران، الكونغو الديموقراطية، أرمينيا، بيلاروس وفنزويلا، وذلك في إطار إجراءات الوقاية من الاصابة بفيروس كورونا المستجد. كما أعلنت في 20 حزيران الجاري، تعليق سفر مواطنيها المباشر أو غير المباشر إلى كل من إثيوبيا وتركيا وفيتنام والهند. وأعلنت الداخلية السعودية أن ذلك جاء “بناء على متابعة الوضع الوبائي لجائحة فيروس كورونا وما رفعته الجهات الصحية المختصة حيال الوضع الوبائي عالمياً”.

وفي دراسة شملت أكثر من 150 ألف شخص أصيبوا بفيروس كورونا في الولايات المتحدة تبين أنه بعد 30 يوماً من الاصابة، يكون الأشخاص المصابون أكثر عرضة للإصابة بإضطرابات القلب والأوعية الدموية بينها خصوصاً حالات احتشاء أو التهاب في القلب أو سكتات دماغية. وأظهرت بيانات جديدة أن متحورين متفرعين من “أوميكرون” يستطيعان مراوغة الأجسام المضادة، لدى الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بفيروس كورونا أو تلقوا التلقيح الكامل. فقد تبيّن أنّ هذه الأجسام المضادة انخفضت عدة مرات في مواجهة السلالتين BA.4 و BA.5 مقارنة بتلك التي تواجه السلالة الأصلية.

وقال الباحث في الدراسة دان باروش: “لاحظنا انخفاضاً بمقدار 3 أضعاف في مستويات الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات أو العدوى في مواجهة BA5 و BA4مقارنة بـ BA1 و BA2فالأجسام المضادة التي تواجه هذه السلالات الجديدة تعد أقل بكثير من تلك التي واجهت المتحورات الأصلية من الفيروس”.

وفي السياق، حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرسوس، الدول من التراخي في التعامل مع كورونا، قائلاً: “إن خطورة ظهور متحورات جديدة ما زالت حقيقية. فعلى الرغم من أن عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا تراجعت بنسبة 90% مقارنة بأعلى مستوى وصلت إليه في كانون الثاني الماضي، وأنه تم إلغاء القيود في الكثير من الدول، فإن الشعور بأن الجائحة انتهت شعور خادع”.

شارك المقال