“عزيزي المشترك” لقد تمت سرقتك بنجاح!

جنى غلاييني

هل تذكرون في العام 2019 عندما زادت الحكومة حينها ضريبة مقترحة على استخدام تطبيق WhatsApp الذي يستخدمه معظم اللبنانيين الأمر الذي أثار حالة من الغضب عند الشعب واحتجاجات على مستوى البلاد ضد الطبقة الحاكمة في لبنان استمرت لأشهر؟

لذا، فالمواطن اللبناني إذا أردنا منه أن يفور غضباً فيجب أن “نمسكو من ايدو يلي بتوجعو”، ما يعني أنّ اللبنانيين لن يحتجّوا على انهيار الليرة ولا على غلاء أسعار المحروقات والمواد الاستهلاكية ولا على ارتفاع الأقساط المدرسية والجامعية ولا حتّى على إلزامية الدفع بالدولار في المستشفيات، بل كل ما علينا فعله هو أن نرفع أسعار الاتصالات ليشعر أنّه أصبح شبه محروم منها ومن الانترنت خاصّةً.

دخلت الأسعار الجديدة لقطاع الاتصالات حيز التنفيذ يوم الجمعة ودخل المشتركون معها في امتحان “التّحمّل”، بحيث أنّ زيادة التعرفة تعني من الآن وصاعداً وجوب دفع جميع اشتراكات الهاتف والانترنت بسعر دولار منصة “صيرفة”، الذي يزداد كل فترة، ما يؤدي فعلياً إلى زيادة الفواتير بصورة كبيرة.

تقول الباحثة في علم الاجتماع ليلى شمس الدين لـ”لبنان الكبير”: “متابعةً للأحداث وتطوّرها في لبنان فردود فعل الناس على الأوضاع المعيشية والاقتصادية تظهر بصورة مؤقتة، ولا أتوقع أن يكون هناك انفجار اجتماعي مرتقب وخاصةً بعد رفع أسعار الاتصالات، كون المواطن اللبناني كان على علم بأنّ أول شهر تموز سوف ترتفع، ولكن ذلك لا ينعكس على قطاع الاتصالات وحسب، بل أيضاً على قطاع الصحة والتعليم، فالدولرة تطال جوانب حياتنا كافة”.

وتوضح أن “قطاع الاتصالات ليس المحطة الأولى في دولرة الأسعار، ولن تكون الأخيرة، فالمواطن اللبناني يمر بوتيرة تصاعدية بالنسبة الى الغلاء المعيشي غير المتجانس مع الرواتب والأجور”.

ولا تتوقع شمس الدين “أن نشهد انفجاراً اجتماعياً قريباً كالذي شهدناه في العام 2019 وكان سببه اقتراح ضريبة على الواتساب، والسبب أنّ الناس تحركوا حينها سواء من تلقاء أنفسهم أو من جهات معينة قد تكون رغبت في إحداث تحرّك لا يمكن أن نراه اليوم على أرض الواقع وذلك لأننا لم نعد في الاتجاه نفسه، ونعيش كل يوم مع أسعار جديدة”.

وتضيف: “هناك العديد من الأمور التي تنذر بانفجار اجتماعي خاصةً وأن التقارير تشير الى أنّ أكثر من 60% من الشعب اللبناني يعيشون ما دون خط الفقر، ولكن هذا الانفجار أي أوجه سيتخذ؟ يمكن أن يؤخد في كثرة حالات السرقة والجرائم، أو في حراك شعبي لإسقاط المنظومة الحاكمة، ولكن الشعب اللبناني أصبح خاضعاً للزعيم واليوم يزداد خضوعه بغض النظر عن الحالة المعيشية التي وصلنا إليها”.

وكما في كل مشكلة يعبّر المواطنون عن غضبهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وجاءت أبرز التعليقات على الشكل الآتي:

شارك المقال