متى تعود “المياه” الى مجاريها…؟

جنى غلاييني

لا تزال أزمة انقطاع المياه في لبنان مستمرّة فيما اللبنانيون غارقون في هموم الحياة المعيشية الخانقة، فبعدما عاش لبنان على مدى أسبوعين انقطاع المياه بسبب عدم توافر الاعتمادات الكافية لدى مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان لشراء المازوت بغية تشغيل المولّدات التي تضخ المياه الى البيوت، زاد الطين بلّة تعطّل خطّ الضخ الرئيس الذي يغذّي بيروت المعروف بخط 1200 الممتد من منطقة ضبية إلى العاصمة.

وكانت مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان أعلنت في وقت سابق في بيان، أن “امدادات المياه انقطعت عن عدة مناطق في بيروت وجبل لبنان بسبب انقطاع التيار الكهربائي والأعطال الكبيرة وسرقة الكابلات، ولكن سيتم إصلاح العطل عمّا قريب”. لكن القريب أتى والاصلاح لا يزال بعيداً جدّاً عن معالجة الأزمة التي تفتك باللبنانيين الباحثين عن نقطة مياه تيسّر لهم أمورهم، بعدما ظهرت أزمة أخرى أثناء العمل على تجربة ضخ المياه في الخط 1200، إذ حصل تسرّب للمياه في موقع آخر نتيجة اهتراء أصاب الخط الذي يعود تأسيسه إلى أكثر من خمسين عاماً. فبدأ سكان مناطق عدة في بيروت وجبل لبنان يشكون من هذا الانقطاع، مما دفع الكثيرين إلى الاعتماد على خدمات صهاريج المياه الخاصة لملء خزاناتهم.

المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران أوضح لـ”لبنان الكبير” أنّ “الخط 1200 يتم اصلاحه حالياً وعلى ما يبدو سيكون منجزاً في أواخر هذا الأسبوع، والمياه تصل الى البيوت في كل المناطق لكن بكميات قليلة، فهناك العديد من المشكلات تواجهها المؤسسة من مازوت الى تيار كهربائي منقطع بصورة شبه تامة الى معالجة الخط المهترئ الذي يضخ المياه”.

واذ شكر النواب الذين تعاطوا مع المسألة لمعالجتها، أكد أن “المؤسسة هي التي تعمل على معالجة الأمور بالتعاون مع اليونيسف المشكورة على مساعدتها لنا وذلك لتعود المياه الى مجاريها”.

وأمل جبران من المواطنين “التحلي بالصبر لأن الوضع دقيق جدّاً في المؤسّسة بسبب عدم وجود الإمكانيات لديها، لذا أطلب منهم تفهّمنا ونحن أيضاً نتفهم ضيقهم”.

وفي حديث مع عدد من أصحاب الصهاريج لتعبئة المياه، أشار أبو علي الى أن “الضغط والطلب على براميل المياه كبير جّدّاً الى حدّ لا أستطيع إنهاء نقليات المياه المطلوبة في يوم واحد، ونتعرض الى مشكلات مستمرة على خلفية زبون طلب قبل الآخر، فتصبح الأمور معقّدة جدّاً. لذا اتبعت طريقة توفّر علي المشكلات فمن يرغب في شراء براميل مياه عليه أن يأتي الى المحل وينتظر دوره لكي يؤمّن لنفسه المياه ويذهب مع الصهريج الى بيته ليملأ خزانه”.

أما محمود وهو صاحب صهريج للمياه أيضاً، فأكد أن “لا قدرة لنا على تلبية حاجات الناس جميعها، فأصبحت أتوقف عن توزيع المياه عند الثامنة مساء، وحتى عندما أذهب الى أي منطقة يبدأ الناس بسؤالي عما إذا كنت أحمل المزيد من البراميل”. وقال: “صحيح أنّ مصائب قوم عند قوم فوائد، ولكن لا أعتبرها فائدة بالنسبة الى أصحاب الصهاريج لأنّ أبسط مقومات الحياة غير متوافرة في بلدي وأشعر باليأس كلّما ازداد الأمر سوءاً، وربما نصل نحن كأصحاب صهاريج الى مرحلة لا نقدر فيها على توزيع المياه”.

وشكت زينب همّ انقطاع المياه، فأوضحت أنّ خزّانها “نشّف” وبقيت هي وعائلتها من دون مياه لحوالي أسبوع كامل فاضطرت الى شراء غالونات مياه من الدكان لتيسير أمورهم وشؤون المنزل من جلي وغسيل متراكم، عدا عن عدم قدرتهم على الاستحمام. وقالت: “الأسبوع الفائت استطعنا تعبئة 5 براميل مياه، ولكن مع انتهائها لم يعد باستطاعتنا شراء المزيد بسبب عدم توافر المال، فصرنا نشتري غالون مياه بـ20 ألف ليرة أو يذهب أخي لتعبئة الغالونات من راس النبع، وأتمنى أن تعالج أزمة المياه قريباً، فالناس لم تعد لديها طاقة على احتمال الذل أكثر من ذلك”.

أمّا ربيع، فقال: “منذ بدء الأزمة حتّى الآن اشتريت 25 برميلاً، وذلك لكثرة عددنا، فنحن 10 أشخاص نعيش في منزل واحد. وأدفع لكل 5 براميل الى صاحب الصهريج 225 ألف ليرة ما يعني أنني دفعت مليوناً و125 ألفاً في فترة لا تتجاوز الأسبوعين، وعلى ما يبدو سأظل أدفع لأنّ الأزمة لن تنتهي قريباً”.

شارك المقال