بيانات غير مطمئنة عن BA.5 … موجة جديدة وإنتشار سريع

تالا الحريري

BA.5 متحور جديد من أوميكرون، أثار ضجة كبيرة في الآونة الاخيرة وكان العامل الأساس في رفع إصابات كورونا مجدداً، فقد تطور إلى حد بعيد أكثر من المتحورات الأخرى.

لم يكن أوميكرون يثير هذا القلق خصوصاً أنّه لم يؤد إلى الكثير من الاصابات وبإعتقاد الكثيرين أنّه سيكون آخر متحورات كورونا ويقضي عليه. لكن فيروس كورونا لن ينتهي ولن يختفي فجأة وكما نقول دائماً سيصبح نمط حياة لكن هذا سيستغرق زمناً طويلاً، ولن يحدث في الوقت القريب.

تبيّن أنّ BA.5 يتهرب بشكل استراتيجي من الدفاعات المتراكمة ضد الإصدارات السابقة من الفيروس، ما يعني أنّ الاصابة محتملة بنسبة كبيرة حتى للأشخاص الملقحين أو المصابين سابقاً. وقال أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في المملكة المتحدة: “إذا كنت مصابا بـBA.1، فأنت حقاً لا تتمتع بقدر كبير من الحماية الجيدة ضد BA.4 أو BA.5”. فيما أعرب جميع المختصين والخبراء الصحيين عن قلقهم حيال هذا المتحور سريع الانتشار. وتم الإعلان عن البيانات الصحية وسط تزايد الإصابات في بريطانيا لا سيما من المتحورين لأوميكرون BA.4 وBA.5.

وفي الصين، تم الاعلان عن أول تفش مجتمعي لـ BA.5، في 5 تموز الجاري. وأعلن أخصائي الأمراض المعدية من مركز شنشي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، تشانغ يي أن “متغير أوميكرون BA.5 هو أكثر قابلية للانتقال وينتشر بسرعة أكبر من الفئة الفرعية BA 2.2 السابقة، ولديه قدرة أقوى على الهروب من اللقاحات”.

في حين طلبت سلطات المحافظة من سكانها البقاء في منازلهم وعدم مغادرة منطقتهم، وتقديم نتيجة اختبار سلبية تم إجراؤها في آخر 48 ساعة قبل السماح لهم بمغادرة المدينة.

والجدير بالذكر أنّ سلالة BA.5 أصبحت السلالة السائدة في الولايات المتحدة (التي شكلت نسبة الاصابات فيها حوالي 60% بالمتحور BA.5) والمملكة المتحدة (15% من الاصابات بالمتحور BA.5) وإسرائيل. وبالنسبة الى أولئك الذين لم يواكبوا آخر المستجدات، والذين ليست لديهم خطة عمل لفيروس كورونا، فقد تكون نتائجهم سيئة.

في السياق نفسه، أكّد عالم الأوبئة في وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة ميغان كال، أن “السلالات الجديدة تنتشر بصورة كبيرة بين أشخاص لم يصابوا بالفيروس من قبل، فحوالي نصف المصابين في إنجلترا في الموجة الحالية يعانون المرض لأول مرة”.

وبحسب كال فإن تأثير متحور BA.5 سيشكل اختلافاً كبيراً في جميع أنحاء العالم، إذ أوضح أنه “يجب توقع مثل هذه الاختلافات بين المجتمعات والدول بسبب عوامل عدة منها مدى انتشار العدوى سابقاً ونسبة الإصابة بالمرض وأنواع اللقاحات التي حصلوا عليها وطبيعة السلالات التي انتشرت فيها”.

في المقابل، قالت خبيرة الصحة العامة التي تدير مدونة عالم الأوبئة المحلي الشهير، كاتلين جيتيلينا: “أنا قلقة تماماً بشأن الجنوب”، حيث صنفتها في المرتبة 7 من أصل 10 بسبب انخفاض معدلات الجرعات المعززة، وانخفاض استخدام باكسلوفيد (حبوب فايزر لعلاج كورونا)، ونسبة الاختبار المنخفض. إضافةً إلى تصريح مسؤول في منظمة الصحة العالمية بأنّ إصابات كورونا ترتفع جراء التطور الذي حصل في الفيروس، لأنه أصبح أكثر ذكاء وقدرة على مراوغة الجهاز المناعي لدى الإنسان. فيما أوضح المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية ديفيد نافارو أن هذا الذكاء يراوغ الدفاعات، في حين بدأت دول كثيرة في العالم تعود إلى حياة شبه طبيعية.

وعلى الرغم من فاعلية اللقاحات المضادة لفيروس كورونا وتقويتها للمناعة، تبقى المتحورات خصوصاً تلك المتفرعة قادرة على الهروب من الأجسام المضادة وعدم قدرة اللقاحات على مواجهتها.

شارك المقال