أمراض الصيف “بالجملة”… والعلاج فوق قدرة المواطن

جنى غلاييني

تشكل درجات الحرارة المرتفعة صيفاً في لبنان خطورة على المواطنين الذين يعالجون بالفعل أزمات متعددة في حياتهم اليومية، مع افتقارهم إلى الضروريات الأساسية مثل الكهرباء والماء والوقود والأدوية، لذا فإن صحة الكثيرين عرضة للأمراض بعدما تخطت درجات الحرارة الـ30 درجة مئوية مع نسبة رطوبة عالية.

ومع وجود البكتيريا والفيروسات المنتشرة في لبنان والناتجة عن النفايات والمياه الملوّثة والطعام المسمم، تزداد حالات الأمراض في الصيف خاصّةً مع غياب العلاجات اللازمة لها، وأبرز ما يمكن أن يتعرّض له المواطنون التسمم الغذائي، ويرجع سبب الإصابة به إلى تناول أطعمة ومشروبات غير نظيفة تسبب ضرراً للجسم وتظهر الأعراض على هيئة ألم في المعدة، قيء وغثيان وإسهال.

ومن الأمراض الشائعة والمؤذية ضربة الشمس التي يمكن أن يتعرض لها المرء نتيجة الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والمكوث طويلاً تحت أشعة الشمس والنقص في تناول السوائل، ويصاحبها شعور بالصداع والدوار والقيء والضعف والإجهاد وزيادة في معدل ضربات القلب وجفاف الجلد، كما قد تؤدّي حرارة الشمس إلى حروق في الجلد إذا تم التعرّض لها لفترة طويلة.

ولا يمكن أن ننسى الأمراض التي تنتقل بالمياه، خاصّة وأن مسابح لبنان “عطول مفولة “، فهناك التيفوئيد واليرقان وأنواع العدوى الأخرى التي تنقلها المياه وهي الأكثر شيوعاً في فصل الصيف حيث تولد درجات الحرارة المرتفعة مجموعة متنوعة من الكائنات الحية المعروف أنها تهاجم جسم الإنسان، ويمكن أن تتطور هذه الأمراض عن طريق شرب المياه الملوثة.

وفي السياق، يوضح الدكتور عبد الكريم رمضان لـ “لبنان الكبير” أنّ “أكثر الأمراض الشائعة في هذا الصيف هي التسمم الغذائي بسبب الحرارة، وستزداد في هذه الفترة الحالات نتيجة تناول الطعام إن كان في المنزل أم في الخارج والذي يبقى في برادات مطفأة فينتج عنه إسهال وقيء. وعلاج التسمم متوافر في لبنان ولكن الأدوية أسعارها مرتفعة بعض الشيء وغالبية الناس ليست لديها القدرة على تأمينها، وهناك السوائل التي تعوّض عن الأدوية كالمصل”.

وعن الأمراض التي قد تصيب الأطفال في الصيف، يقول: “الأطفال معرضون لالتهاب اللوزتين نتيجة تناولهم المثلجات وشرب السوائل الباردة، اضافة الى التهابات الأذن الوسطى عند الصغار والكبار، ولكن أيضاً أدويتها باهظة الثمن بحيث يصل سعر القطرة إلى 300 ألف ليرة”.

وعن معاودة ارتفاع حالات الاصابة بفيروس كورونا، يشير رمضان الى أنها “ترتفع بصورة ملحوظة مع عدم اهتمام الناس بها وأخذها على محمل الجد، فهناك حوالي 5% من المواطنين فقط ممن يلتزمون بالإجراءات الوقائية ويضعون الكمامة”، متوقعاً “أن تزداد أعداد الاصابة بكورونا هذا الصيف، وفي حال أصيب أشخاص غير ملقحين ولم يتلقوا العلاج المناسب فقد يؤدّي ذلك إلى الوفاة أحياناً بسبب موجات الحر التي تسبب ضيقاً في التنفس وحالات اختناق”.

ويحذر من حدوث حالات تسمم جراء ابتلاع مياه البحر الذي يعد ملوثاً في لبنان، إضافة إلى الأمراض الجلدية والحساسية والشعور بالحكة المفرطة، وعلاجاتها غالية الثمن.

شارك المقال