مدير يطلق النار… وأهالي التلاميذ يطالبون بحرق المدرسة!

راما الجراح

تداول العديد من وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية أمس خبراً مفاده أن مدير إحدى المدارس في منطقة البقاع الغربي أطلق النار على مجموعة من الأطفال الذين كانوا يلعبون في ملعب المدرسة من دون سقوط جرحى، ثم لاذ بالفرار. الخبر مختصر مفيد، ولم يسعَ أي موقع إخباري الى البحث بين السطور حول إمكان وجود أكثر من رواية، بل تم الاكتفاء بشهادة والدة طفلة كانت في الملعب.

إياد صالح، والد أحد الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الـ ١٤ عاماً، أوضح عبر موقع “لبنان الكبير” تفاصيل ما حدث، قائلاً: “أراد الأولاد (٤ صبيان و٤ بنات) لعب كرة السلة في ملعب مدرسة (غرين وود) كونه مغلقاً ولا أحد فيها حالياً، وهؤلاء الأولاد يقطنون بالقرب من المدرسة مباشرةً، وفجأة خرج المدير من منزله قرب المدرسة أيضاً وبدأ بشتمهم ثم أخرج بندقية صيد من نوع بومب أكشن وبدأ بإطلاق الرصاص عليهم بحجة أنه اعتقدهم حرامية!”.

“ولكن، في حال اعتقد أنهم كذلك ولم يميزهم، فلماذا وضع البندقية في صدر إحدى الفتيات في الملعب بعدما خرج من منزله وتأكد أنهم أطفال؟”، بحسب صالح الذي أسف لأن “شخصاً كهذا يعتبر مُربياً للأجيال يقوم بمثل هذه التصرفات”، مشيراً الى “أننا حاولنا الادعاء عليه في المخفر ولكن يبدو أن واسطته سبقته، وتمنوا علينا عدم فتح دعوى بحقه وتحججوا بعدم وجود قُضاة، ولكننا لن نسكت عن ذلك، وشخص مثله لا يجب أن يبقى في السلطة التي يملكها”.

وقالت أميرة، والدة لارا الجراح، الطفلة التي بحسب قولها ان مدير المدرسة أقدم على وضع البندقية في رأسها: “ابنتي كانت الطفلة الأخيرة التي لم تستطع الهروب منه بسبب الخوف الذي لم يسعفها على الركض بسرعة كباقي الأولاد الذين كانوا معها، وعندما وصل المدير سألها بسرعة مَن أنتِ؟، ووضع البندقية في رأسها مباشرة بعد السؤال”.

أضافت: “بعدها قرروا اللعب بكرة السلة في الملعب، ولكنهم لم يسرقوا شيئاً ولم يقوموا بأي تصرف خاطئ، ولو أنهم أخطأوا فهناك عدة طرق يمكن أن يستعملها غير السلاح. ونشكر الله على سلامة أولادنا، ولن نسكت عن هذا الموضوع ولن نرضى بفتح أبواب هذه المدرسة من جديد لأن أولادنا لم يرتبكوا ذنباً كبيراً، ويجب حرقها وأستغرب أن لا أحد حتى الآن قام بذلك”.

وأكدت أميرة أن “جميع الأطفال معروفون بأخلاقهم وقيمهم ومن عائلات محترمة”، معربة عن أسفها لوجود مدير مثله في بلدة المرج. وشددت على “أننا لن نقبل بدخوله مره أخرى إلى بلدة المرج وكل من يريد أن يسانده وهو (زلمي) فليجرب”.

بعد محاولات عدة للتواصل مع مدير مدرسة “غرين وود” عدنان عليان، استطعنا التحدث مع مصدر مقرب منه، أكد عبر موقع “لبنان الكبير” أن عليان يرفض الحديث مع أحد “كي لا تُحسب الكلمة عليه لأنه يرفض الفتنة وما يتم تداوله، فالروايات تعددت، وهناك مساعٍ جدّية لتقريب وجهات النظر والإصلاح بين الجميع، وليس صحيحاً أنه كان يعرف بوجود أطفال في الملعب، ولا ينكر أنه أطلق النار من بارودة الصيد، وأكد أنه أطلق رصاصتين في الهواء لتخويف مَن كان في الملعب خوفاً من أن يكونوا حرامية”.

وأوضح المصدر أن “الأطفال كانوا في الملعب قُرابة الساعة الحادية عشرة ليلاً، وكان عليان نائماً في منزله قرب المدرسة مباشرة قبل أن يسمع أصواتاً اضطرته إلى إطلاق النار في الهواء أولاً، وعندما ركضوا نزل بسرعة محاولاً الامساك بأحدهم لمعرفته، عندها تبين أنهم أطفال حاولوا النزول إلى الملعب وقد اعتقدهم حرامية، اذ تمت سرقة (ريغارات) المدرسة وحاويات النفايات في وقت سابق”.

بين شهادة الأهالي وأقرباء المدير، النيابة العامة الاستئنافية في حالة إعتكاف قضائي، وهناك مفاوضات جدّية لحلحلة الأمور والاصلاح بين الجميع، عسى أن يقتصر الموضوع على الإختلاف في وجهات النظر وسوء التفاهم.

شارك المقال