التحقيقات حول أدوية السرطان… مسارها إلى “الصحة” مضبوط

تالا الحريري

أثيرت في الفترة الأخيرة ضجة حول سرقة أدوية الأمراض السرطانية وتهريبها، فمنذ فترة فوجئ رئيس جمعية بربرا نصار لدعم مرضى السرطان، بأن الدواء الذي اشتراه لمريضة من شخص في تركيا مزّور، اذ أنّ كمية السائل الذي يحتويه هذا الدواء أقل مما هي في العادة.

وبسبب كثرة الأقاويل والأخبار والمعلومات غير المعروف ما إذا كانت صحيحة أم لا، عقد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، مؤتمراً صحافياً امس، عرض فيه النتائج التي توصلت اليها اللجنة المكلفة بالتحقيق في موضوع أدوية الأمراض السرطانية التي أثيرت تساؤلات عدّة حول كيفية توزيعها وأسباب نفادها بعد فترة قصيرة من تسلمها.

وأوضح أن “الضجة التي حصلت أكدت أن مسار الأدوية التي تصل إلى وزارة الصحة العامة مضبوط بصورة كلية، فيما يجب ضبط المساعدات التي تصل إلى جهات أخرى غير الوزارة، التي تقترح تتبّع هذه المساعدات ومكننتها خصوصاً إذا ما كانت أدوية ونشر المعلومات في شأنها على موقع الوزارة”.

وأعلن الأبيض النتائج الأولية والموثقة بالأرقام للتحقيق الذي أجرته الوزارة في شأن الضجة التي أثيرت في وسائل الإعلام عن سرقة أدوية السرطان من مستودعات وزارة الصحة العامة في الكرنتينا، مذكراً بأنّ الوزارة لم تتسرع في نفي هذه الاتهامات بل شكلت لجنة تحقيق لا تزال تتابع عملها للتأكد من صحة الأخبار.

وأشار إلى أنّ “وزارة الصحة تسلمت في 22 حزيران الماضي 200 علبة من دواء Obdivo عيار 100 ملغ، وإستمر التوزيع من 22 حزيران لغاية 16 آب. وتتبّعت الوزارة العلب كافة لتتحقق من وجهة استخدامها. وتبين الآتي:

في شهر حزيران: وزعت 79 علبة على 34 مريضاً كانوا قد حصلوا على موافقات من لجنة الأمراض السرطانية التابعة لوزارة الصحة العامة، وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن المريض قد يحتاج إلى أكثر من علبة. ومن بين هؤلاء المرضى أحدهم لديه ضمان إجتماعي، وثلاثة حصلوا على استثناءات بعدما أبرزوا وصفة طبية وتقريراً من طبيب الاختصاص وصورة عن الهوية وتم التأكد بعد تتبّعهم أنهم أخذوا الدواء في المستشفيات التي عولجوا فيها.

في شهر تموز: وزعت 51 علبة على 14 مريضاً، وتجدر الإشارة إلى أن الإضراب الذي نفذه حينها موظفو القطاع العام أثر بصورة كبيرة على سير عمل وزارة الصحة العامة. ومن بين المرضى أربعة لديهم ضمان إجتماعي وسبعة أعطوا إستثناء، بحيث اتبعت الوزارة في ظل الإضراب مبدأ عدم حجب الدواء فزادت الاستثناءات وأعطت الدواء لمرضى الضمان للضرورة الإنسانية بشرط التدقيق بالوصفة الطبية والتقرير الطبي والهوية.

في شهر آب: وزعت 70 علبة على 22 مريضاً حصلوا على موافقات من لجنة الوزارة، إضافة إلى خمسة إستثناءات بعد التدقيق بملفات المرضى وحصولهم على الدواء في المستشفيات”.

أضاف: “إن تتبّع الـ200 علبة بدأ من مستودعات وزارة الصحة العامة في الكرنتينا وصولاً إلى إعطاء الدواء للمريض، أظهر أن لا سرقة ولا تبخّر لهبة الـObdivo ، وأن لجنة التحقيق ستواصل عملها في تتبّع الأدوية السرطانية الأخرى التي أثيرت ضجة في شأنها، على أن تعلن النتائج بشفافية فور التوصل إليها”.

كما أوضح الأبيض أنّ “وزارة الصحة حصلت على المعلومات لأنها بدأت تطبيق برنامج أمان الذي يتيح مكننة ملفات المرضى، فضلاً عن برنامج LMS Logistic Management System الذي بدأ تطبيقه في مستودع الدواء في الكرنتينا بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والذي يتيح تحديد حركة توزيع الدواء بشكل دقيق حيث لا يمكن إخراج حبة دواء من المستودع من دون تحديد وجهتها”.

كل هذه الجهود من أجل مكننة حركة الدواء التي تشكل المشروع الإصلاحي الأهم الذي تعمل عليه وزارة الصحة العامة من أجل التأكد من أن الأموال التي يتم تأمينها للدواء تُصرف في المكان الصحيح ما سيؤدي إلى وضع حد للسرقة والتهريب، بحيث أشار الأبيض إلى أنّه “بعد التأكد من عدم وجود عوائق تقنية لمسار المكننة المستحدث ستتم زيادة مروحة الأدوية بحيث تصبح غالبية الأدوية السرطانية موضوعة على نظام التتبّع قبل نهاية السنة. والوزارة بدأت المرحلة التجريبية في 6 مستشفيات لتتبّع 9 أدوية سرطانية”. فيما الوزارة حريصة على علاقة الثقة بالجهات الدولية المانحة وتوزيع الأدوية التي تقدم بطريقة شفافة.

شارك المقال