تفاح لبنان يحتاج الى الحظ!

حسين زياد منصور

بدأ شهر أيلول وبدأ معه موسم قطاف التفاح في لبنان، هذا الموسم الذي يتوقع أن يكون واعداً لوفرة المحصول بفضل انتشار المزارعين في مختلف الأراضي اللبنانية من عكار في الشمال وعرسال في البقاع حتى الجنوب مروراً بكسروان وجبيل والشوف، لا يزال ضبابياً لناحية تسويق الانتاج في الأسواق الخارجية، فضلاً عن نقله براً الى الدول العربية، وإن لم يصرف فخسائر كبيرة ستصيب المزارعين اذ لا يوجد سوى خيارين لتصريف الإنتاج: بيع التفاح في السوق المحلية بأسعار رخيصة أو الاتكال على المجهود الذاتي لتصدير الانتاج.

وكان عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب زياد حواط أكد بعد اجتماع مع وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن منذ أسابيع، تلقي وعود كبيرة لتصريف الإنتاج بأكمله، قائلاً: “بما يخص تصدير التفاح، وعدنا وزير الزراعة بمتابعة الملف مع الدولة المصرية، إن كان لجهة تسهيل أعمال الشحن من مرفأ بيروت أو تخليص المعاملات وغيرها من الأمور، الى جانب التواصل مع بعض البلدان الأخرى مثل العراق وبعض دول أفريقيا”.

وفي السياق، أشار رئيس تجمع المزارعين والفلاحين إبراهيم ترشيشي الى أن “التفاح يعتبر من المنتجات الأساسية في لبنان والتي يعتمد عليها بصورة كبيرة في التصدير، اذ يتم انتاج أكثر من ١٠٠ ألف طن تفاح أي ما يقارب ٤ ملايين صندوق، يستهلك منها في لبنان ما يقارب ٣٠ ألفاً وتصدر الكمية الباقية (حوالي٧٠ ألف طن)”.

أضاف: “نحن بحاجة الى التصدير ويخطئ من يقول ان هذه العملية ترفع الأسعار على المستهلك اللبناني، فلولاها لماتت هذه الزراعة ولم يعد لها أي نفع في ظل حاجتنا فقط الى٣٠ ألف طن، إذاً هذا تعبير خاطئ”.

هذه السنة موسم التفاح سيكون وفيراً وبأسعار متدنية لأسباب متعددة أبرزها عدم توافر البرادات لتخزين التفاح بسبب غياب الكهرباء وتكلفة المولدات المرتفعة بسبب أسعار المازوت، بحسب ترشيشي، مؤكداً أن “التصدير مهم جداً، ليس لزراعة التفاح وحسب، بل لبقية الفواكه والأصناف الأساسية كالعنب والبطاطا والكرز والحمضيات. يجب الاهتمام بهذا القطاع، فهناك زراعة الموز والتي تعتبر زراعة واعدة اذ ننتج ما يقارب ١٢٠ ألف طن، ويجب تصدير ما لا يقل عن ٨٠ ألفاً الى الخارج”.

وعن أهمية التفاح اللبناني، أوضح ترشيشي أن “شجرة التفاح اللبنانية تتميز بموقعها المرتفع، اذ تزرع على ارتفاع كبير عن سطح البحر، ابتداء من ١٠٠٠ متر وصولاً الى ٢٠٠٠ متر مثلاً في العاقورة وميروبا وبشري، وهذه الميزة نادرة الوجود في مناطق أخرى. فالارتفاع يعطيها اللون والطعم والمذاق الحلو والنوعية المميزة، وهذا ما يميز التفاح اللبناني عن باقي أنواع التفاح حول العالم”، مشدداً على أن “جل ما يحتاجه التفاح اللبناني الحظ والأسواق الجيدة من خلال بناء العلاقات الجيدة مع مختلف الدول والتبادل المشترك معها”.

وعن دور وزارة الزراعة، لفت الى أن “الوزير لم يقصر ويسعى الى حل جميع المشكلات وتقديم الحلول ويلبي الدعوات الى الاجتماعات التي نطلبها منه، لكن فاقد الشيء لا يعطيه، اذ أن إمكانات الدعم لدى الدولة ضاعت، والقروض لم يعد لها وجود، والمزارع خسر أمواله في المصارف”.

اما بالنسبة الى الاتفاق العراقي – اللبناني فوصفه بــ”المهم جداً لو يتم المضي فيه”، قائلاً: “نحن لا نعلم ما الذي يمكننا القيام به، ومع من سيكون التواصل لتصريف الإنتاج، فلا يوجد أي توجيه لنا لمعرفة دورنا وما علينا القيام به. يقال انه سيتم انشاء صندوق خاص من أموال النفط العراقي كي يشتري العراقيون المنتج اللبناني، لكن لم نشهد أي شيء بعد، ليس في القطاع الزراعي وحسب، بل في باقي القطاعات على الرغم من جاهزيتنا”.

إن كل ما يحتاجه التفاح اللبناني هو المتابعة من المعنيين والقليل من الحظ.

شارك المقال