للحماية من الاستغلال والاعتداء الجنسي تعرّفوا على PSEA

ليال نصر
ليال نصر

يعتبر موضوع الاستغلال والانتهاك الجنسي في لبنان جديداً نوعاً ما، وكان طرح عالمياً منذ نحو ثماني سنوات بهدف زيادة التوعية ونشر المعلومات حوله، فيما تبذل جهود حثيثة في لبنان من أجل ذلك على أكثر من صعيد. وقد أنشئ تطبيق PSEA Lebanon من أجل الأشخاص الذين يعملون في المجال الانساني ليستطيعوا الوصول إلى معلومات أكثر حول الحماية والاستغلال والانتهاك الجنسي وإدراك الفرق بينه وبين الاعتداء.

تطور هذا التطبيق الذي بدأ العمل عليه منذ السنة الماضية، وأضيفت إليه مميزات جديدة يمكن من خلالها أن تصل كل المعلومات الى العاملين في مجال الخدمات الإنسانية لمعرفة الطرق والخطوات الواجب عليهم اتباعها في حال تعرضهم للاستغلال أو الانتهاك.

وتقول منسقة قسم المساءلة والحماية من الاستغلال والانتهاك الجنسي في منظمة “أبعاد” لارا حبيب لموقع “لبنان الكبير”: “إن أي شخص موظف أو لديه علاقة مع جمعية إنسانية أو وقّع عقد عمل مع أي جمعية لتقديم خدمة معينة، ويقوم بسوء سلوك جنسي تجاه المستفيدين من الخدمات أي الأشخاص الذين يلجأون الى هذه الجمعيات للافادة من الخدمات والمساعدات التي تقدمها، يجب أن يكون واعياً تماماً ويعرف الواجبات التي يجب أن يقوم بها وطريقة التصرف التي عليه الالتزام بها كما الأشياء الممنوع عليه القيام بها ليكون تصرفه لائقاً مع الأشخاص طالبي المساعدة، وهنا أهمية التوعية حول السلوكيات التي لا يجب أن تمارس”.

وتلفت حبيب إلى أن “على الجمعيات أن تضع معايير محددة لمنع أي استغلال أو انتهاك”، موضحة أن “لدى الجمعيات سياسة عدم التسامح مع أي سوء سلوك جنسي يحصل تجاه المستفيدين، وهنا تقع المسؤولية على عاتق العاملين في المنظمات من جهة والمستفيدين من جهة ثانية بأن يشاركوا حقهم في التعامل باحترام، ويأخذوا الخدمات والمساعدات الإنسانية من دون أي مقابل ويعرفوا أن من حقهم التبليغ في حال تعرضوا لأي إساءة من أي موظف في المجال الإنساني”.

وتضيف: “لكي يتم تعميم ذلك، صُمّم هذا التطبيق ليستخدمه العاملون في هذا المجال الإنساني لتتوحد التعاريف وكي لا تختلط المفاهيم فلا يفسر كل على ذوقه موضوع الاستغلال والانتهاك. يتضمن التطبيق أكثر من ميزة فهو يشرح معنى الاستغلال والانتهاك وكيف يمكن أن يحصل ومن هو المعتدي ومن الناجي كي لا يحصل أي لغط بينها وبين أنواع العنف الأخرى القائمة على النوع الاجتماعي أو العنف الجنسي الذي يحصل في المجتمع”.

وتتابع حبيب: “كما يتضمن التطبيق إختبارات لكي يتمكن العاملون من اختبار معلوماتهم ومدى فهمهم للمصطلحات والوثائق والمصادر التي يمكن أن يلجأ إليها الأشخاص ليعرفوا كل المعلومات الموسعة والخطوات الواجب القيام بها مثل كيفية تقديم الشكوى للتبليغ وما على الشخص فعله وما عليه عدم فعله، لأن الخطوات الخاطئة يمكن أن تؤذي الشخص الذي قدمنا شكوى ضده إذا لم تكن مقدَّمة بالصورة الصحيحة، ويجب أن تأخذ في الاعتبار حماية الأشخاص كي لا يتعرضوا لأي أذى أو خطر. إضافة إلى ذلك، يقدّم التطبيق الأجوبة عن الأسئلة المتكررة التي نسمعها من خلال التواصل مع زملاء من جمعيات أخرى، فتجد إجابة عن أي سؤال تود أن تعرفه، والتطبيق أيضاً مكان لتشارك أي فرصة للتدريب ليتطور العاملون ويزيدوا معلوماتهم حول هذا الموضوع. ويتميز التطبيق أيضاً بأن المعلومات قابلة للتطوير وهناك دائماً مشاركة للمعلومات الجديدة”.

هدف التطبيق هو أن تصل المعلومات الى كل الأشخاص الذين يعملون في المجال الإنساني والمسؤولية تجاههم لخلق بيئة حماية وعدم تعرّض أحد لأذى، وتعزيز أهمية دورهم في زيادة الوعي تجاه المستفيدين من هذه الواجبات. كما عليهم أن يعرفوا أهمية وجود سياسات في الجمعيات تأخذ في الاعتبار أن أي خرق تقابله محاسبة وعدم تسامح من أجل التوعية وتأمين بيئة آمنة للأشخاص الذين يلجأون الى الجمعيات الانسانية طلباً للخدمات والمساعدات.

شارك المقال