اللبناني يواجه ارتفاع الأسعار… بأقل تكلفة وأكثر بساطة

حسين زياد منصور

منذ سنوات والعالم يشهد تغيراً واضحاً على مختلف الأصعدة، فالأزمات المتتالية كان لها دور كبير في ذلك، بدءاً من الانفجار الكبير مع فترة الاغلاق إثر جائحة كورونا، حتى نشوب الحرب الروسية – الأوكرانية التي أثرت بصورة مباشرة على امدادات القمح. واليوم تشهد أسعار الغذاء ارتفاعاً متزايداً الى جانب صعوبة الحصول عليه في بعض الأحيان، ليس في لبنان أو الدول العربية وحسب، بل حول العالم، وهذه الظروف دفعت بالناس الى تغيير الكثير من عاداتهم الأساسية وطرق معيشتهم، من استخدام المواصلات العامة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات الى تغيير نوعية الأطعمة التي يتناولونها وكميتها كي يتكيفوا مع الوضع الجديد. وتجدر الاشارة الى أن ارتفاع الأسعار خصوصاً في المناطق الفقيرة حول العالم سيؤدي الى انتشار وتفاقم الجوع والفقر وغيرها من المشكلات الاجتماعية التي تمتد الى السنوات اللاحقة.

وفي ذلك يرى العديد من الخبراء أن الانسان قادر على التكيف مع أصعب الظروف، والوقت حان للاعتماد على البساطة في مختلف المجالات والعادات الاجتماعية والاقتصادية وتغيير أساليب الحياة بأخرى أقل تكلفة وأكثر بساطة لمواجهة ارتفاع الأسعار المستمر.

ويروي البعض كيف تغير أسلوب طعامهم ونوعيته وكميته ليتوافق مع مداخيلهم التي لم ترتفع مقارنة مع أسعار المواد الغذائية، فيقول داني (متقاعد) انه وعائلته يقللون من بعض أنواع الأطعمة التي كانوا يستهلكونها، واستغنوا عن بعضها الآخر الى جانب التقشف في بعض المواد المستخدمة كالزيت والطحين.

اما ابتسام، التي كانت تقدم يومياً لعائلتها اليخنة التي تتضمن اللحمة الى جانب الأرز، فاضطرت بسبب الظروف الى أن تقلل من اللحوم وتستعيض عنها بالدجاج، لكنها عادت وابتعدت عن منتجات الدواجن بعد غلاء أسعارها، حتى أصبحت تكتفي بالأرز والخضار تارة، وبالحبوب من حمص وفول وغيرها، الى جانب بعض البيض أو المعكرونة تارة أخرى.

ويوضح رشيد أنه استبدل الوجبات بالسندويشات لأنها أقل كلفة، وغيّر نظام أكله فتخلى عن اللحوم وأصبح يعتمد على البقوليات كمصدر للبروتينات.

ان غلاء الأسعار لم يؤثر على المواطن أو المستهلك وحسب، بل طال قبل ذلك أصحاب المزارع والمداجن كذلك، فارتفاع أسعار الوقود عالمياً وجنون الدولار المتواصل الى جانب أسعار الحبوب والأعلاف اللازمة والتغيير المناخي والحرب الروسية – الأوكرانية كان تأثيرها سلباً عليهم.

انطلاقاً من هذه الأسعار التي لم تعد تطاق، بات على الشعب التحرك والاستيقاظ من سباته، والمقاطعة الجدية لعدد من المنتجات التي تواصل أسعارها التحليق من دون حسيب أو رقيب، فعلى سبيل المثال الكثير من الشعوب قاطعت منتجات عدة واستغنت عنها لارتفاع أسعارها، وانتشرت المقاطعة بين الأهل والأصدقاء وزملاء العمل حتى توسعت وشغلت بال الكثير من الناس الذين انضموا اليها واستمرت لأيام وانتشرت بصورة كبيرة لتشمل مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والاذاعات والشاشات، وانخفضت بنتيجتها بعد أيام أسعار هذه المنتجات.

ما يفتقده اللبناني للالتزام بهذه الخطوات هو الصبر والإرادة، والا لما كنا وصلنا الى هذه المرحلة والحالة الصعبة.

شارك المقال