في يوم القهوة العالمي… اللبناني “مدمن” عليها

تالا الحريري

صادف أمس اليوم العالمي للقهوة، وتحتفل بهذه المناسبة 77 دولة هي في الأساس أعضاء في منظمة القهوة العالمية ما عدا أولئك المتواجدين في جمعيات القهوة.

منظمة القهوة أو البن العالمية هي منظمة دولية حكومية للبن تهدف إلى الجمع بين البلدان المنتجة والمستهلكة للتعاون والبحث في قطاع البن العالمي والمساهمة علمياً في الاقتصاد العالمي له وتحسين مستويات المعيشة في البلدان النامية. وعرفت زراعة البن وصناعته في اليمن منذ القدم وتميّز بجودته ومذاقه.

القهوة لا تشبه أي من المشروبات الأخرى، إذ تعد من أكثرها استهلاكاً في العالم بسبب شعبيتها العالية في جميع الدول، ويبلغ الاستهلاك السنوي حوالي 400 مليار كوب قهوة. أما أكثر الدول إستهلاكاً للقهوة بحسب الترتيب فهي: فنلندا، النروج، آيسلندا، الدنمارك، هولندا، السويد، سويسرا، بلجيكا، لوكسمبورغ وكندا. بينما البرازيل، هي الدولة التي تنتج أكبر كمية من القهوة في العالم.

كما تختلف أنواع القهوة التي لم تعد تقتصر على البن وحسب، وباتت تصنّف إلى أنواع عديدة منها الاسبرسو، النسكافيه والقهوة البيضاء وغيرها.

يرى الباحثون أنّ للقهوة فوائد عدة لاحتوائها على المواد المضادة للأكسدة، إذ تساعد على كبح نمو سرطان القولون في جسم الانسان وتقلل من إحتمال الاصابة بأمراض مثل السكري من النوع الثاني واضطرابات الكبد والقلب. لكن كل هذه الفوائد طبعاً تكون من دون إضافة السكر اليها لأنّها تصبح غير صحية. كما أنّ الكمية اللازمة منها لا يجب أن تتجاوز الكوبين يومياً.

في لبنان، لا تخلو القهوة من أي منزل، كما لا تخلو المناسبات والضيافات منها، وعلى الرغم من رفع الدعم عن البن منذ حوالي سنة ونصف السنة وارتفاع سعره لا تزال الناس تتهافت على شرائه، ومثال على ذلك الزحمة التي تراها دائماً أمام محل “العاصي” في طريق الجديدة. وحسب الزبائن يبلغ كيلو البن عنده 200 ألف ليرة لبنانية وباتت الـ50 ألفاً تشتري وقية ونصف الوقية فقط. أمّا بن “الداعوق” فقد تخطّى كيلو البن عنده الـ300 ألف.

تؤكد إحدى السيدات لـ”لبنان الكبير” أنّ جسمها بات معتاداً على الكافيين، ولكن ليس أي كافيين بل القهوة فقط. فتناولها كأساً من الشاي أو النسكافيه لا يجعلها “تصحصح” مثل شرب القهوة. وتقول: “مزاجي بات مربوطاً بشربي للقهوة، فإذا لم أشربها فور استيقاظي لا يمكن لأحد أن يتحدث معي”.

ظاهرة شرب القهوة والادمان عليها ليست مقتصرة على كبار السن فقط كما اعتدنا أن نراها، فزينة فتاة جامعية تبلغ من العمر 19 عاماً وروتينها اليومي أن تأخذ معها كوباً من النسكافيه إلى الجامعة لتشربه قبل دخول الحصة وإلّا قلا تركّز. وتقول: “قد لا أكتفي بكوب واحد في النهار وأحتاج أحياناً إلى إثنين أو ثلاثة “.

بالنسبة الى الشعب اللبناني، تعتبر القهوة من الأولويات لديه كشرب الماء، لذا فالـ 200 ألف ليرة قد لا تؤثر عليه في ظل كل هذا الغلاء. وربما لا تزال القهوة أقل كلفة من مواد أخرى كثيرة غذائية وغير غذائية.

شارك المقال