إنفلونزا الطيور “تتسلل” مجدداً… ولبنان قادر على المواجهة

تالا الحريري

لا يكاد العالم يخلو من ظهور فيروسات جديدة كل فترة أو تحورها وتطورها، حتى بات جسم الانسان عاجزاً عن تلقي كل تلك الفيروسات وراء بعضها البعض. فبعد جائحة كورونا تسللت أنواع فيروسات جديدة وقديمة إلى العالم مجدداً، ومن بينها إنفلونزا الطيور الذي يعود اليوم إلى الصدارة ليثير القلق والهلع لدى الناس.

مؤخراً، اكتُشف في بريطانيا 161 حالة إصابة بإنفلونزا الطيور شديدة العدوى (اتش بي أي آي) في الدواجن والطيور الداجنة، مما أدى إلى إعدام 3.2 ملايين طائر. ويُعتبر عدد هذه الاصابات كبيراً مقارنة بـ26 حالة سُجلت في العام الذي سبقه 2020/2021.

وأُعدم حوالي 48 مليون طائر في جميع أنحاء المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، العام الماضي، نتيجة لأكبر انتشار لانفلونزا الطيور على الاطلاق. ومع ذلك، الطيور التي أُعدمت كانت نسبة صغيرة من إجمالي الانتاج الذي يصل إلى حوالي 20 مليون طائر في الأسبوع.

رمضان: جسم الانسان لديه مناعة

وفي بعض المعلومات التي طرحها الدكتور عبد الكريم رمضان للتذكير بكيفية إنتقال هذا المرض وأعراضه، أوضح لـ”لبنان الكبير” أنّ انتقال العدوى يكون “عبر طريق الرذاذ التنفسي، وتتمثل أعراضه بحرارة، زكام، كحة أو سعال وبردية. عند عدم العلاج قد يؤدي إلى الوفاة في حالات نادرة، لكن اليوم بالطبع هناك مناعة لجسم الانسان لأن هذه الانفلونزا أصبحت قديمة، كما أنّ لبنان قادر على مواجهة هذا النوع منها”.

وبالنسبة الى لقاح هذه الانفلونزا، أشار رمضان إلى أنّ “لقاح الزكام العادي الموسمي يساعد على تخفيف العوارض، لكن التكلفة المادية أصبحت باهظة جداً بعد ارتفاع الدولار وتسعير الأدوية به”.

تاريخ ظهور إنفلونزا الطيور

1997: أبلغ عن حالات العدوى البشرية بفيروس إنفلونزا الطيور A(H5N1) خلال ظهور فاشية لدى الدواجن في منطقة هونغ كونغ الصينية الإدارية.

2003: انتشرت هذه الانفلونزا من آسيا إلى أوروبا وأفريقيا وترسّخت لدى الدواجن في بعض البلدان، وأسفرت عن ملايين حالات العدوى لدى الدواجن ومئات الاصابات البشرية والوفيات.

2013: أبلغ عن حالات العدوى البشرية بفيروس إنفلونزا الطيور A(H7N9) في الصين، والتي سببت العدوى والاصابات والوفيات. كما سببت فيروسات أخرى من انفلونزا الطيور منها الفيروسات من النمطينA(H7N7) وA(H9N2) حالات عدوى متفرقة لدى الانسان.

أعراض إنفلونزا الطيور الشائعة

الأعراض الأولية الشائعة هي ارتفاع الحرارة (التي تساوي 38 درجة مئوية أو أعلى) والسعال، اضافة إلى إصابة المسالك التنفسية السفلية بما فيها ضيق النفس أو عسر التنفس. أما أعراض إصابة المسالك التنفسية العليا مثل التهاب الحلق أو الزكام فهي أقل شيوعاً.

وأبلغ أيضاً عن أعراض أخرى مثل الاسهال والقيء والألم البطني والرعاف أو النزف اللثوي وألم الصدر في المسار السريري لبعض المرضى. وتشمل مضاعفات العدوى نقص الأكسجين في الدم والخلل الوظيفي المتعدد الأعضاء وحالات العدوى الجرثومية والفطرية الثانوية. كما أنّ معدل إماتة حالات العدوى بالفيروسات من النمطين الفرعيين A(H5) وA(H7N9) لدى الانسان هو أعلى بكثير من معدل إماتة حالات العدوى بالأنفلونزا الموسمية.

تتراوح فترة الحضانة لانفلونزا الطيور A(H5N1) بين يومين و5 أيام وتصل إلى 17 يوماً. أما بخصوص حالات العدوى البشرية بفيروس A(H7N9)، فتتراوح فترة الحضانة بين يوم واحد و10 أيام وتبلغ في المتوسط 5 أيام.

عوامل خطر الإصابة بالعدوى

العامل الأوّلي للإصابة بفيروسات إنفلونزا الطيور لدى الانسان هو التعرض المباشر أو غير المباشر لدواجن حية أو نافقة مصابة بالعدوى أو لبيئات ملوّثة مثل أسواق الطيور الحية. وتشمل عوامل الخطر المحتملة أيضاً أنشطة ذبح الدواجن المصابة بالعدوى ونزع ريشها ومناولة جثثها وتحضيرها للاستهلاك، ولا سيما في السياق المنزلي.

ولا توجد أيّ بيّنات توحي بإمكان انتقال العدوى بالفيروس A(H5) أو A(H7N9) أو غيره من فيروسات انفلونزا الطيور إلى الانسان عن طريق لحم الدواجن أو البيض المعدّ بطريقة مناسبة.

شارك المقال