“قمر مشغرة”… مواشٍ ورصاص وثأر

حسين زياد منصور

اشتباكات ورصاص وقتل ومطاردات… تتشابه أحداث التفلت الأمني في لبنان مع تلك التي نشاهدها في الأفلام والمسلسلات الأجنبية والعربية، وما جرى في بلدة مشغرة يؤكد ذلك، وكأنه صورة مصغرة عن مسلسل “الهيبة”. فالسلاح المتفلت في بعض القرى في ظل غياب الدولة والرقابة والمحاسبة، يهدد المجتمع بأكمله إن كان في المناسبات السعيدة أو الحزينة، ويروّع الشيوخ والنساء والأطفال فضلاً عن الأضرار التي يخلفها، وهذه المرة أوقع بين أبناء المنطقة الواحدة وأرداهم قتلى إثر تبادل لاطلاق النار بين عائلتين من مشغرة هما شرف والعمار.

هذا الاشكال الذي أودى بحياة أفراد من العائلتين ليس جديداً، بل متجدد، وهو عبارة عن تصفية حسابات قديمة بينهما نتيجة خلافات على تجارة المواشي وتقاسم المراعي، لكنه انتقل هذه المرة من مسألة رعيان الى قضية رأي عام، خصوصاً بعد الأحداث التي جرت خلال الأيام الماضية والشبيهة بأفلام “الأكشن” الأجنبية.

ما الذي جرى؟

أوضح شهود عيان أن هناك مشكلات بين آل شرف وآل العمار، الذين ينسبون أصل المشكلة الى ما هو مشاع “مشكلة مواشي”، الأمر الذي ينفيه آل شرف.

ومنذ حوالي شهر، طوق أفراد من آل العمار يستقلون سيارتين براد تفاح يعمل فيه شبان من آل شرف، وأطلقوا النار عليهم، وحصلت اشتباكات بين الطرفين، أدت الى وفاة ابراهيم شرف (شقيق المختار الذي أطلق عليه ما يقارب ٣٦ رصاصة)، وحسين شرف (ابن المختار ويبلغ من العمر ٢٠ عاماً).

وأثناء نقل آل العمار جريحاً منهم الى المستشفى، طاردهم المختار حسن شرف وأطلق النار عليهم، ويقال حينها انه لم يكن على علم بوفاة شقيقه وابنه.

ومنذ أيام قليلة، التقى عباس شرف وولده محمد، بعلي عباس العمار وعلي حسن جواد العمار، فدارت اشتباكات بينهم، وأصيب محمد شرف وعلي حسن جواد العمار ونقلا الى المستشفى.

بعد ذلك، تحرك شبان من آل شرف ولحقوا بمصابي آل العمار الذين نقلوا إلى مستشفى في سحمر وأطلقوا النار هناك مما أثار الذعر والخوف والرعب داخل المستشفى، فتدخلت قوة كبيرة من الجيش اللبناني لابعاد المسلحين. وفي الوقت نفسه أطلق شبان من آل العمار النار في البلدة لما يقارب الساعتين بصورة متواصلة وقتلوا جعفر شرف شقيق المصاب محمد شرف، وبقي الوضع متوتراً في ظل إطلاق الرصاص، حتى تدخل الجيش اللبناني من جديد وقام بمداهمات عدة.

هذه هي نتيجة السلاح المتفلت في ظل غياب الدولة، قتلى وجرحى وترهيب ورعب وانعدام الأمن والأمان، في بلد تفرض القوة نفسها سيدة على من حولها من دون حسيب أو رقيب، ومن الممكن أن تكون ضحية أحياناً، وأحياناً أخرى لا يكون لك دخل في بعض هذه الاشكالات.

شارك المقال