حالات التسمم متلازمة البيئة الفاسدة والملوثة

حسين زياد منصور

على الرغم من انتهاء فصل الصيف موسم ارتفاع حالات التسمم، الا أنها أطلت منذ أيام في مناطق مختلفة لأسباب عدة كان أبرز ضحاياها ١٠ أشخاص في منطقة البقاع تسمموا إثر تناولهم الطعام في أحد المطاعم، وهؤلاء ليسوا وحدهم، فهناك من يعاني الاسهال بسبب المياه الملوثة التي تصل الى منازل المواطنين، فضلاً عن وجود عدد من حالات الكوليرا.

صحيح أن الفترة الممتدة بين شهري حزيران وآب تشهد ازدياداً في عداد إصابات التسمم الغذائي بسبب ارتفاع درجات الحرارة من جهة وغياب التعقيم والنظافة من جهة أخرى، الا أن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي تدخل بقوة على الخط هذه المرة خصوصاً أنه لا يزور المنازل أو المطاعم سوى ساعة واحدة خلال النهار، مما يؤدي الى فساد اللحوم والدجاج ومشتقات الحليب وغيرها من المواد الغذائية.

وساهمت الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان في انتشار منتجات رخيصة النوعية والثمن يشتريها اللبنانيون بسبب تدني قدرتهم الشرائية، الى جانب الدجاج واللحوم المستوردة والمثلجة وفي بعض الأحيان لا تحفظ بالصورة المطلوبة وتكون منتهية الصلاحية ليبيعها البعض على أنها طازجة، من دون أن ننسى مياه الصرف الصحي التي يقوم بعض المزارعين بري مزروعاته بها.

يؤكد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبد الله أن حالات التسمم التي تنتشر اليوم والتي لا تغيب عن لبنان خصوصاً بعد التدهور الكبير الذي حصل في قطاع الكهرباء وحفظ الأطعمة، هي محط متابعة من لجنة الصحة النيابية واللجان المعنية في وزارة الصحة.

ويضيف: “تحذير لأهلنا وناسنا وأحبائنا بحسن الاختيار لعدم وجود أي ضمانة لحفظ المواد، وللأسف تعود النقطة الأساسية الى هيئة سلامة الغذاء التي أصدر قانونها مع بداية عمل وزير الصحة السابق وائل أبو فاعور خصوصاً في هذا الملف وبكل جدية ومهنية أنتج في ذلك الوقت قانون سلامة الغذاء، ولكن للأسف لغاية اليوم لم يوضع القانون موضع التنفيذ”.

وعن الحل، يقول عبد الله: “المخرج الاستراتيجي وطويل الأمد بتنفيذ الموصى به لسلامة الغذاء من المصدر الى الاستهلاك، وهو عبارة عن قانون اعلامي منهجي جدي يستطيع أن يوحد حلقات سلسلة الغذاء المتفرقة بين الوزارات المعنية. اما اليوم فالنصيحة للجميع بالابتعاد عن الطعام غير الآمن والتأكيد والتركيز على أكل المنازل وطعامها”.

ويشدد على وجوب “حسن حفظ الطعام ومعرفة ما هي أنواع المأكولات الخطرة والتي قد تتضمن القشطة أو المايونيز، أي المواد سريعة التلوث في ظل انقطاع الكهرباء”.

وعن ارتباط ما يجري بالكوليرا، يوضح عبد الله أن “الكوليرا مرتبطة أكثر بسلامة مياه الشفة والصرف الصحي، وهذا الأمر تتابعه كذلك وزارة الصحة”.

ويقول أحد الأشخاص ممن أصيبوا بالتسمم خلال الأيام الماضية انه كان نتيجة أكل اللحم والذي تبين أنه فاسد نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وعدم تشغيل البرادات للحفاظ عليه، مما اضطره للانتقال الى أقرب مستشفى.

الوضع الاقتصادي والمالي أثّر على سلامة الغذاء وأدى الى ازدياد حالات التسمّم الغذائي، خصوصاً أننا نعيش في بيئة ملوّثة، وهي تاريخية من مصادر أزمة النفايات وانقطاع الكهرباء وأزمة المياه في ظل غياب التوعية من الدولة اللبنانية، فضلاً عن التغاضي عن ادخال خضار وفاكهة لا تحمل معايير الجودة بصورة غير شرعية الى الأسواق اللبنانية بأسعار رخيصة.

شارك المقال