الكوليرا تخطى الحدود… ضرب النازحين واقترب من اللبنانيين

حسين زياد منصور

يبدو أن وباء الكوليرا تخطى حدود مخيمات النازحين، بعد أن سجل انتشاراً واسعاً وتزايدت أعداد الاصابات بصورة كبيرة، وقد دق وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض ناقوس الخطر، باعلانه تسجيل ٨٠ حالة جديدة، مؤكداً أنه على الرغم من أن غالبية المصابين من بين النازحين، الا أن حالات بين اللبنانيين بدأت تلحظ، وأن المياه الملوثة من الأسباب الأساسية لانتشار الوباء، وأثبتت فحوص لوزارة الصحة وجود مياه ملوثة تستعمل في ري الخضار، ويجب تأمين المياه النظيفة للحد من هذا الانتشار.

وتحدث الأبيض في مؤتمر صحافي عن مشاريع عدة يعمل عليها مع الشركاء الدوليين لتأمين الكلور لصهاريج نقل المياه وللاستخدام المنزلي بهدف تعقيمها، لافتاً الى دور “اليونيسف” في تأمين مادة الكلورين لكل محطات الضخ بكميات كافية الى جانب مادة المازوت.

وعن الدور الذي تلعبه “اليونيسف” في هذا الخصوص، كان لـ “لبنان الكبير” تواصل مع أحد المسؤولين فيها، أفادنا بتقرير مفصل عن كل ما قامت به المنظمة لمحاربة انتشار الكوليرا في لبنان.

ووفقاً للتقرير، من ضمن ما تعمل عليه المنظمة تعزيز أنظمة المياه والصرف الصحي الحالية لمنع الانتشار السريع لتفشي الكوليرا الى جانب خطوات عدة أخرى نستعرض منها:

  • تحسين الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والنظافة الشخصية من خلال دعم مؤسسات المياه، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، ونقل المياه بالشاحنات وأنشطة إزالة الحمأة إلى المستوطنات غير الرسمية.
  • الكشف المبكر عن الحالات، وإدارة الحالات المناسبة وفي الوقت المناسب، والاختبار والقدرة المختبرية، وشبكة المراقبة والإبلاغ، والوقاية من العدوى، وتوافر الامدادات الكافية، وجمع النفايات المعدية والتخلص منها.
  • إشراك المجتمع والتواصل باستخدام قنوات الوسائط المتعددة للوقاية من الكوليرا.
  • الوقاية من الكوليرا في المدارس من خلال توفير مواد التعقيم والمواد RCCE.

وساهمت “اليونيسف” خلال الشهر الحالي في تأمين كميات من الوقود لمحطات المياه الرئيسة وثلاث محطات رفع لتصريف المياه العادمة من مناطق تجمع نهر البارد وميني والبداوي إلى محطة معالجة مياه الصرف الصحي في طرابلس. ونظراً الى الحاجة ونقص الوظائف حشدت إمدادات طارئة من الوقود وتوزيعها على محطات الرفع حتى لا تتدفق النفايات الى الشاطئ.

اما في المناطق العشوائية فزادت “اليونيسف” كمية المياه في جميع مجالات التدخل إلى ما لا يقل عن ٣٥ ليتراً في اليوم من المياه النظيفة الى جانب تنظيف خزانات المياه وتعقيمها في المواقع بصورة مستمرة، مع استبدال أجهزة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية عند الحاجة.

وتواصل “اليونيسف” وشركاؤها العمل على توسيع نطاق الاستجابات في المجالات التالية:

  • تطهير القمامة إذا لم تجمعها البلدية.
  • تطهير المراحيض وتوعية المجتمعات بشأن التعامل الآمن مع الطعام والماء.
  • تركيب محطات غسيل الأيدي إذا لزم الأمر بالماء المعالج بالكلور (0.05 ملجم/ ليتر) لضمان ممارسات غسل اليدين السليمة والآمنة.
  • زيادة مياه الصرف الصحي المتحللة في المناطق العشوائية.
  • توزيع مستلزمات النظافة والتطهير بكميات زائدة من الصابون والكلور.
  • عقد جلسات توعية بالنظافة ووسائل وقائية.

وبالنسبة الى الوقاية من الكوليرا، تشير الدكتورة منال الحجاوي الى ضرورة التأكد من مصدر مياه الشرب أو الغسيل أو الطهي وتعقيمها من خلال الغليان مدة عشر دقائق أو معالجتها بالكلور وعدم مشاركة الآخرين بأكواب الشرب أو مستلزمات الأكل (ملاعق وشوك)، والاهتمام بالنظافة الشخصية ونظافة المسكن ودورات المياه وأماكن القمامة. وتنصح بغسل الخضراوات والفواكه وتعقيمها بإضافة الكلور، وعدم تناول اللحوم النيئة، وغسل اليدين بالماء والصابون مدة لا تقل عن 20 ثانية خصوصاً قبل تحضير أو تناول الطعام وبعد استعمال المرحاض وطهو الطعام جيداً وعدم تركه مكشوفاً للحشرات والذباب.

وتوضح أن “الكوليرا هي عدوى معوية حادة سببها تناول طعام أو ماء ملوثين ببكتيريا اسمها Vibrio Cholerae وفترة حضانتها تصل بالمبدأ من يومين حتى خمسة أيام وأحياناً ساعات عدة. وبالنسبة الى طريقة الانتقال تكون عن طريق برازي فموي عبر استهلاك مياه أو أطعمة ملوثة أو حتى أيدي ملوثة خصوصاً عبر الأطعمة النيئة او غير المطبوخة بصورة جيدة”.

وعن الأكثر تعرضاً للمضاعفات، تؤكد الحجاوي أن الأفراد ذوي المناعة الضعيفة والأطفال والمسنين هم الأكثر عرضة، لافتة الى أن “الشخص المصاب يشكل خطراً لفترة تمتد بين ٧ و١٤ يوماً لأن البكتيريا تبقى موجودة في البراز وتعاود ظهورها في البيئة وتتسبب بانتقال العدوى الى عدد اضافي من الأفراد، والجفاف الشديد الذي يسببه الكوليرا يمكن أن يؤدي الى الوفاة، اما بقية العوارض فتكون عادة عبارة عن إسهال مائي من دون حرارة في غالبية الأحيان”.

لذلك، عند ظهور حالة كوليرا ينصح بعزل المصاب والتخلص من البراز بطرق صحيحة، وتعقيم جميع المواد الملوثة من ملابس وشراشف بالماء والكلور، وتنظيف وتعقيم الأيدي التي تلامس مريض الكوليرا أو ملابسه والشراشف عن طريق المياه والكلور أو أي معقم، ومراقبة المخالطين للمريض فترة خمسة أيام من آخر مخالطة له، بحسب الحجاوي.

شارك المقال