ارتفاع الاصابات بالكوليرا يزيد الخطر… واللقاح “عالطريق”

تالا الحريري

من أفغانستان وباكستان وإيران والعراق مروراً بسوريا وصولاً إلى لبنان، هكذا إنتشر وباء الكوليرا مؤخراً، إذ شخّص عدد من الاصابات به في شهر حزيران الماضي في العراق مع تسجيل 4 آلاف حالة إسهال وقيء خلال 10 أيام فقط. وبعد أشهر، أي في أيلول، بات الكوليرا يهدد الأطفال السوريين وانتشر بصورة واسعة حتى وصل إلى لبنان واستوطن داخل مخيمات النازحين، ليعود وينتشر في المناطق المجاورة ما تسبب بهلع السكان.

في الواقع لا شيء جديد على المواطن اللبناني في أن يتبع الوقاية التي دائماً ما توصي بها منظمة الصحة العالمية من أجل تفادي العدوى والاصابة، وأهمّها الحفاظ على النظافة الشخصية والانتباه إلى نظافة الأكل والشرب.

وبعدما إعتاد الناس على فيروس كورونا، بمعنى أنّهم تخطوا حالة الهلع تجاهه كونه أصبح مثل الانفلونزا وشكّل جسم الانسان مناعة ضده، يبدو أنّ الكوليرا سيشكل جائحة جديدة ربّما لن تقتصر على لبنان وحسب بل ستطال العالم كلّه.

ومؤخراً، أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، أنّ لبنان تلقّى وعداً بتأمين جرعة أولية من لقاح الكوليرا خلال 10 أيام.

البزري: بوجود الاصابات يصبح المرض وباء

وأوضح عضو لجنة الصحة النيابية النائب عبد الرحمن البزري لـ”لبنان الكبير” أنّ “وزارة الصحة إختارت أن تعطي جرعة واحدة من لقاح الكوليرا في الوقت الحالي إلى حين تخطّي المرحلة الصعبة. مجرد وجود حالات إصابة يعني أنّ هذا المرض أصبح وباءً، ومن الممكن أن يزداد عدد الاصابات، وتدارك الموضوع لدينا يحتاج إلى مياه وكهرباء ومجارير فهل باستطاعتنا تأمينها؟”.

وأشار إلى أنّ “هذا اللقاح يعطى عبر الفم، وجرعة واحدة منه كفيلة بأن تحمي الشخص من الاصابة الشديدة لمدة شهرين أو ثلاثة. وعادةً الفرق بين الجرعة الأولى والثانية يكون من أسابيع عدة إلى شهرين”.

وعما اذا كانت هذه اللقاحات هبة من دولة ما، قال البزري: “سنعقد إجتماعاً الاثنين حيال كل تلك الأمور، ولكن لا أعتقد أنّها هبة بل سيدفع ثمنها البنك الدولي أي انها دين على لبنان”.

رصدت أول إصابة بالكوليرا في لبنان في أوائل تشرين الأول الجاري، وكانت أول إصابة منذ العام 1993، وسجلت حوالي 220 إصابة وخمس وفيات. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن لبنان هو الحلقة الأحدث ضمن سلسلة من تفشي المرض بعد مروره بدول عدة. وفي سوريا سجل أكثر من 13 ألف حالة مشتبه بها، و60 وفاة حسبما ذكر مكتب منظمة “أطباء بلا حدود” في سوريا.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” في 14 تشرين الأول الجاري أنها ستبدأ بتوصيل المزيد من المياه للمخيمات، وإقامة نقاط لغسل اليدين بالماء المعالج بالكلور، وعقد جلسات توعية. كما قامت المنظمة في لبنان بتأمين وقود طارئ لتشغيل محطات ضخ المياه في الشمال ووقف تدفق مياه الصرف إلى الساحل. لكنها قالت انّها بحاجة إلى 29 مليون دولار لتمويل أنشطة مكافحة الكوليرا لثلاثة أشهر.

وقال ممثل منظمة الصحة في لبنان عبد الناصر أبو بكر: “الكوليرا يشكل خطراً كبيراً جداً على لبنان، ومن المرجح أن ينتقل المرض إلى دول أخرى”.

يُذكر أنّ الكوليرا ينتقل من خلال المياه الملوثة أو الطعام غير المغسول جيداً أو في الكثير من الأحيان في الزرع المسقى بمياه ملوثة. فالمياه في خطوط الأنابيب العامة في لبنان، وليس الموجودة في المخيمات وحسب، غير صالحة للشرب ولا معالجة لها، إذ لا يوجد وقود كاف لتشغيل محطات تنقية المياه التابعة للحكومة. وتمتد حضانة المرض من يومين إلى 5 أيام، ويشمل الإسهال المائي الغزير مسبباً مضاعفات قد تؤدي الى الوفاة في حال عدم المعالجة.

شارك المقال