الشتوة الأولى… طاف البلد وضاعت الطاسة

تالا الحريري

عاد مشهد طوفان الطرقات في لبنان إلى الواجهة مجدداً هذا العام، من الشتوة الأولى. وقد اعتدنا على هذه المشاهد في كل فصل شتاء، من دون وجود من يهتم بإصلاح الطرقات والحفر التي تتحول إلى برك، وبمجاري تصريف المياه التي تعتبر الأولى والأساسية لعدم تراكمها، فتحولت الطرقات مساء الأحد الى أشبه بأنهار عطّلت حركة السير لساعات، ما تسبب بالكثير من الحوادث وبأضرار في السيارات، إذ صوّر الناس مشاهد تسرّب المياه داخل سياراتهم التي تبيّن أنّها لم تعد صالحة للاستعمال، فيما عثر على المسن المقعد الذي جرفت سيول الأمطار الغزيرة سيارة ابنه، في منطقة معامل زوق مصبح في كسروان، وهي على بعد كيلومتر من مكان سقوطه في منحدر، جثة مطمورة بالردم والأتربة الموحلة.

وأعلن وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية أمس، أنّهم بدأوا بتنظيف مجاري الأنهر منذ شهر “وتحوّلت الوزارة إلى شركة لرفع النفايات وقبلنا بهذا الأمر لأنّ هذه الشركات لا تعمل وتواصلنا مع البلديات. وزارة الاشغال والبلديات واتحاد البلديات وشركات رفع النفايات ووزارة الطاقة كلها يجب أن تعمل معاً”.

وكان حمية غرّد قبل ذلك، قائلاً: “فرق متعهدي وزارة الأشغال العامة والنقل، ترفع النفايات التي أقفلت مجاري تصريف المياه، مع العلم أن ذلك ليس دورها مطلقاً”.

واعتبر أنّ “هذه الشتوة (قطعت) لكن في المرّة المقبلة إذا لم تتحرّك شركات رفع النفايات وبعض البلديات فسيتكرّر مشهد الأحد وفي العواصف. ليس هناك يوم سبت أو أحد ونحن وزارة متضرّرة من أداء وزارات أخرى”، مشدداً على أنّ “تكرير المياه ليس من مهام وزارة الأشغال، وتدفّقها جرف معه النفايات وعلى المواطن أن يُحاسب كلّ مسؤول وفق مسؤولياته”.

إبراهيم: لا آلية في هذا البلد لتحديد المسؤوليات

وعن مشكلات الطرق التي تحدث كل شتاء، رأى الخبير في إدارة السلامة المرورية كامل إبراهيم في حديث لـ”لبنان الكبير” أنّ “كل جهة ترمي المسؤولية على غيرها كالعادة، اليوم الدولة مفلسة على كل مستوياتها، وزارة الأشغال والبلديات ليست لديها القدرة على العمل ولو كانت قادرة لرفعت النفايات من الطرقات في السابق، وإذا لم ترفع النفايات كل يوم فمن الممكن أنّ يسبب إنسداد مجرى تصريف واحد المشكلة”.

أضاف: “حسب قول وزير الأشغال فإنّ رفع النفايات صار خارج ادارة الوزارة، لكن المشكلة اليوم أنّه لا نظام أو آلية في هذا البلد لكي تحدد مسؤوليات كل جهة ضمن نطاقها وللتنسيق بين الادارات حتى لا يدفع المواطن الثمن. المشكلة دائماً إدارية وفي طريقة تعامل الدولة مع هذه الملفات، ستبقى هناك حجج دائماً فيما أنّ مشكلة الطرقات موجودة منذ أكثر من 10 سنوات والمشهد نفسه يتكرر كل سنة”.

حبيش: نأخذ إحتياطاتنا دائماً في جونية

أمّا رئيس بلدية جونية جوان حبيش فأوضح أنّ مشكلة غرق الطرقات وانقطاعها مساء الاحد عندما أمطرت لم يكن في جونية بل في ذوق مصبح، مؤكداً “أننا في جونية نأخذ إحتياطاتنا دائماً ونعمل على تنظيف كل أقنية مجاري المياه. نشهد حوادث صغيرة لكن عندما تمطر تتواجد فوراً أربع فرق على الطرقات لحل المشكلات التي يمكن أن تحدث”.

وأشار إلى أنّ “المشكلة التي كنا نعاني منها أنّ هناك مضخة للمجارير تسحب المجاري كلّها وتضخها إلى مكب طبرجا. وتدير هذه المضخة مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان التي لم تقم بتشغيلها لصرف مياه المجارير بسبب عدم تزويدها بالمازوت، وبالتالي تصب مياه المجارير مع مياه الأمطار وهذا يُزعج الناس والسيّاح”.

شارك المقال