التدخين مُضِرّ أيضاً… بـ”الجيبة”

جنى غلاييني

ترتفع أسعار المواد الغذائية فيقابلها انخفاض في استهلاكها، بينما حين ترتفع أسعار الدخان والمعسل نشهد ازدياداً في استهلاكها! فما سبب هذا الادمان المخيف للبنانيين على تعاطي التبغ؟

الشعور بالتوتر والحزن، الاحساس بالضيق والقلق، الصعوبة في التفكير بوضوح وعدم التركيز… كلها أمور تساهم في الاقبال على التدخين وكأنّه حبّة دواء تشفي “مرض” اللبناني وتهدّئ أعصابه فتصبح لديه رغبة شديدة في استهلاك أكثر من 30 سيجارة في اليوم الواحد! كذلك الأمر بالنسبة الى النرجيلة، التي توصف بأنها “صاحبة” اللبناني في وحدته أو في جمعته مع أصحابه وعائلته للتسلية وتعديل المزاج. وبالطبع ما يدفع الى استهلاك التبغ بصورة متواصلة هو مادة النيكوتين الرئيسة فيه والمسببة للادمان.

وفي لائحة جديدة نشرتها إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية “الريجي” لأسعار مبيع أنواع السجائر والمعسل في لبنان، متضمنة الضريبة على القيمة المضافة، يتبيّن اختلاف أسعار الدخان حسب النوع، ولكن هل لا يزال هناك إقبال كبير على شرائه في لبنان مع ارتفاع أسعاره وفي ظل الضائقة الخانقة التي يمر بها البلد؟

مصدر خاص في “الريجي” أوضح لـ”لبنان الكبير” أنّ “نسبة مبيعات المؤسّسة ازدادت 50% بعد الأزمة الاقتصادية التي يشهدها البلد، واعتمدنا منذ بداية هذه الأزمة تقسيم الأرباع الى ثلاثة أقسام، قسم شيك بالدولار، وقسم دفع بالفريش دولار، وقسم دفع باللبناني على سعر صرف 15 ألف ليرة”، مؤكداً أنّ “تلاعب الدولار باستمرار لا يؤثّر بصورة مباشرة على أرباح المؤسّسة”.

وأشار الى أن “تهريب البضائع من لبنان الى الخارج لا يؤثّر على المؤسسة ولكن العكس صحيح، أمّا منتج الـvape المستهلك بكثرة حالياً فهو أيضاً مسوّق من مؤسسة الريجي، لكن هناك أنواع كثيرة منه تهرّب من الخارج إلى الأسواق اللبنانية، وإلّا إذا كانت مستودة فتمر بالطبع أوّلاً على الريجي ومن بعدها توزّع على الأسواق اللبنانية، كذلك الأمر كل منتج تحت شعار التدخين يجب أن يمر على الريجي أوّلاً”، لافتاً الى أن “هناك الكثير من منتج الـvape المهرب في الأسواق اللبنانية، ولكن يمكن أن نعتبره حالياً trend وسيتضاءل استهلاكه مع الوقت، وبدأ يظهر الأمر من خلال تراجع الطلب عليه”.

أضاف المصدر: “عندما كان الدولار الجمركي 1500 ليرة كان التجار يربحون من صندوق التبغ الواحد 240 دولاراً، وحينما أصبح الدولار الجمركي 15 ألف ليرة أصبح ربحهم يقدّر بـ230 دولاراً، لذا يجب أن نلاحظ هنا أنّ نسبة ارتفاع الدولار الجمركي أُخذت من أرباح التجّار”.

“فشة خلق” اللبناني الذي يعاني من تداعيات الأزمة الاقتصادية هي الدخان والمعسل، و”مش فارقة معو” إذا زادت أسعارها أو قلّت لأنه في كلتا الحالتين سيشتري منها و”ينفّخ عليها لتنجلي”.

وفي حديث مع صاحب محل تبغ وتنباك في منطقة سليم سلام، أكّد أن “نسبة الإقبال على شراء الدخان والمعسل كبيرة جدّاً، خصوصاً هذه الفترة، فما نشهده هو تراجع في الوضع الاقتصادي وازدياد الطلب على أنواع التبغ، والإقبال الأكبر ينصب على شراء الدخان الوطني لأنّه الأنسب في السعر”.

ولفت الى أن “تلاعب الدولار والتغير المستمر في لائحة الأسعار من مؤسسة الريجي فجأة يؤثّران على ربح المحل، وأكثر منتج يتم شراؤه حالياً هو الدّخان على الرغم من ارتفاع سعره المتواصل لكن ما نشهده هو تغيير النوعية لدى البعض تأثّراً بالسعر، يليه المعسل، ومن بعده الـvape”.

شارك المقال