الصيدلي بديل الطبيب… مع إرتفاع التعرفة

تالا الحريري

في الآونة الأخيرة ومع إرتفاع تعرفة الطبيب، صار الناس يتوجهون إلى الصيدلية لتشخيص حالاتهم والحصول على الدواء الذي لا يقل تكلفةً عن تعرفة الطبيب، لكن بدلاً من أن يتحمل المواطن تكلفة تشخيص طبيب وأشعة وفحوص وغيرها يفضّل الحصول على استشارة مجانية من صيدلي. فتعرفة الأطباء والمستشفيات باتت خيالية تفوق راتب أي موظف، فكيف له أن يتحمل تكاليف العلاج لأسرته؟ فيما الجميع يخافون من أن يمرضوا فيخمّنوا ما أصابههم ويعالجون أنفسهم في المنزل.

لكن هل الصيدلي مؤهل ليكون بديلاً عن الطبيب حتى لو كان مرضه خطيراً؟ علماً أنّ المدير العام لصندوق الضمان الاجتماعي محمد كركي أصدر منذ فترة قصيرة مذكرة شرح بموجبها آلية تعديل التعرفات لبعض الأعمال الطبية والاستشفائية في فرع ضمان المرض والأمومة في الضمان. فباتت تعرفات الأعمال الطبية خارج المستشفى 80 ألف ليرة للطبيب العام و125 ألف ليرة للطبيب الأخصائي.

عراجي: لا يحق للصيدلي التشخيص

وفي هذا السياق، أكد رئيس لجنة الصحة النيابية السابق الدكتور عاصم عراجي لـ “لبنان الكبير” أنّ “هناك قسماً من الناس بات يتوجه الى الصيادلة، ولكن هذا ضد القانون. من المفترض عادة أن يصف الطبيب الدواء، لأنّه يعرف ما اذا كان مناسباً لمرض معين وما يتناوله مريضه من أدوية. وقد يعطي الصيدلي دواء للمريض يتفاعل في جسمه مع دواء آخر. لذلك في كل دول العالم ممنوع على الصيدلي أن يعطي دواء من دون وصفة طبيب خصوصاً دواء أعصاب، سكري أو قلب، ولكن يمكن إعطاء دواء حساسية أو مسكنات”.

وأشار الى أنّ “التعرفة مرتفعة وبات الناس يتوجهون إلى الصيدلي لكن المريض قد لا يستفيد من الدواء ثم يضطر للذهاب إلى الطبيب في وقت لاحق وهذا يعني أنه لم يوفّر على نفسه بالعكس. هذه الظاهرة انتشرت كثيراً في الآونة الأخيرة، والصيدلي لا يجب أن يكون بديلاً عن الطبيب خصوصاً أنّه لا يملك الامكانية لتشخيص الحالة وأهمها الأمراض المزمنة، لذلك لا يحق له وصف الأدوية من تلقاء نفسه”.

أضاف عراجي: “الدكتور كركي أصدر تعرفات جديدة بالنسبة الى المستشفيات والأطباء، إذ أردنا أن نحسبها بالنسبة الى التعرفات التي كانت موجودة قبل الانهيار المالي أو التضخم فكانت التعرفة سابقاً لدى الطبيب الاختصاصي 50 ألف ليرة. اليوم اذا أردنا ضربها بـ20 حسب تضخم الدولار تصبح التعرفة مليون ليرة وهذا مستحيل وبالتالي تفلس المؤسسات الضامنة”.

وأوضح أنّ “هناك أطباء لا يلتزمون بهذه التعرفة على إعتبار أنّها لا تنصف الطبيب، لذلك تصدر نقابة الأطباء أحياناً تعرفات للأطباء”، معتبراً أن “من المفترض وضع حل وتحديد تعرفة جيدة حتى يستطيع الطبيب إكمال عمله وعدم مغادرة البلد لأنّنا لا نريد نزفاً أكثر من ذلك. بالقانون، لا يحق للطبيب أن يحدد التعرفة التي يريدها ونحن عادة نتبع للنقابة وهي أحياناً تضع التعرفات لكن في الأساس وزارة الصحة هي التي تحددها”.

سلوم: الصيدلي دوره صرف الدواء

أما نقيب الصيادلة جو سلوم فشدد في حديث لـ”لبنان الكبير” على أنّ “الصيدلي دوره في النهاية صرف الدواء وترشيد استعماله في حال كان المريض يأخذ الدواء بطريقة خاطئة فهو الأختصاصي الأول في علم الدواء. أمّا تشخيص المرض فهو منوط بالطبيب، ومن الممكن في حالات قليلة أن يقوم الصيدلي بإعطاء دواء من دون أن يشخص الطبيب المرض كأدوية الرشح أو مسكنات لوجع الرأس وغيرها”.

عاشور: 90% من الناس يلجأون للصيدلي

وقال الصيدلي رامي عاشور: “90% من الناس يتوجهون إلى الصيدليات لأن تعرفة الطبيب صارت 800 ألف ومليوناً و200 ألف ليرة. الصيدلي يفيد المريض خصوصاً أنّه يعرف ما هي الأدوية المتوافرة والمقطوعة وكذلك الأدوية الجديدة. إذا كان المرض بسيطاً مثل الرشح، السعال، حساسية العيون أو الالتهابف يمكننا السماعدة ووصف الدواء لكن هناك حالات لا يمكننا التدخل فيها وتحتاج إلى طبيب اختصاصي وبالتالي نوجه المريض اليه ويكون مجبراً على ذلك لأنّ وضعه قد يتأزم”. وأكد أن “الصيدلي إذا كان متمرساً يمكنه التشخيص بصورة صحيحة لكن بعض الصيادلة تجار”.

شارك المقال