في يوم العُزّاب العالمي… “هيك أريح”!

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

يُصادف تاريخ الحادي عشر من شهر تشرين الثاني من كل عام، يوم العُزّاب العالمي، الذي يحتفل به الأشخاص غير المرتبطين والوحيدين.

نشأت فكرة يوم العازب في جامعة نانجينغ الصينية عام ١٩٩٣، ويُقال انّه اختير يوم ١١/١١ لما يمثّله الرقم واحد من أحادية. وسُرعان ما انتشر هذا اليوم عالمياً وتحوّل الاحتفال بالعزوبية الى عطلة ممتعة، غير رسمية، ولكن يُكافئ العازبون أنفسهم بوجبات لذيذة، أو بالتسوّق، فأصبح هذا اليوم في الصين يوماً مربحاً لما يجلبه من تسوّق. ففي العام ٢٠٠٩ قرّر الرئيس التنفيذي لشركة “علي بابا” اعتبار هذا اليوم بمثابة مهرجان تسوقي على مدار ٢٤ ساعة للتسوق عبر الانترنت.

أمّا في لبنان، فوضع الأشخاص غير المرتبطين ليس دائماً قراراً شخصياً، ولكن الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها البلد فرضت على الشباب نسف فكرة الزواج، أو تأجيلها ريثما يتحسن الوضع.

فاليوم كلفة الزواج عالية، ولا تقتصر على اقامة حفل زفاف ومعازيم، بل بات الشاب اللبناني يُفكّر في شراء البيت الذي أصبح مهمة مستحيلة، أو حتّى رسم الايجار، ما عدا مصاريف العيش اليومية وانجاب الأطفال.

وبدت الأرقام واضحة، ففي آخر تقرير أُعد عن نسب الزواج في لبنان للعام ٢٠٢١، ظهر التراجع الواضح في النسب، كما أظهر زيادة في حالات الطلاق، والسّبب واحد: المشكلة الاقتصادية في لبنان.

أمّا عن رأي الشباب في هذا الموضوع، فيؤكد أحمد وهو شاب عازب يبلغ من العمر ٢٨ سنة، أنّ فكرة الارتباط اليوم غير واردة نهائياً لديه، قائلاً: “هيك أريح، بلا وجعة راس”. ويعتبر أنّ من الصّعب أن يتحمّل في هذه الفترة مصاريف الزواج، وهو لا يريد أن يتزوّج وأن يعيش في الدين طوال حياته، فبهذه الطريقة سيظلم أطفاله وزوجته معه. على الرّغم من أن أحمد يعمل، لكنّه غير قادر على استئجار بيت للسكن مع ارتفاع أسعار الشقق.

أما جاد، وهو شاب يبلغ من العمر ٢٩ سنة، فلا يريد الزواج الآن ليس لأسباب مادية، ولكن تُعجبه حياة العزوبية، اذ لا شيء يقلقه. ويقول: “أفضل الابتعاد عن الزواج في هذه الفترة، وأريد أن أعيش حياتي بصورة جميلة ومسلّية، وهذا الأمر لا يمكن أن أقوم به عندما أتزوّج”.

شارك المقال