تراجع وفيات كورونا عالمياً مؤشر الى قرب انتهائه؟

تالا الحريري

ترتفع الاصابات بفيروس كورونا والأوبئة الأخرى في فصل الشتاء لما يحمله معه من تغير في حرارة الجسم وضعف المناعة. ولكن شهدنا في الآونة الأخيرة إنشغالاً وقلقاً أكثر لناحية الكوليرا وكأن كورونا ما عادت تثير الهلع لدى الناس على اعتبار أنّ نسبة كبيرة منهم أصيبوا بها واكتسبوا المناعة وأنّها قد تصبح وباء موسمياً كإنفلونزا الخنازير، وبالفعل نرى تراجعاً في عدد الاصابات والوفيات بالفيروس في هذه الفترة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية تراجع وفيات فيروس كورونا عالمياً بنحو 90% منذ شهر شباط الماضي، بعد محاربة طويلة في مواجهته. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس: “إن انحفاض وفيات كورونا هو مدعاة للتفاؤل، كما أنّ معدلات اختبار فيروس كورونا وحمضه النووي لا تزال منخفضة في جميع أنحاء العالم”. لكن في الواقع نرى أنّ نسب التلقيح لا تزال غير مبشرة.

ووفقاً لمدير مركز “غاماليا” لبحوث علم الأوبئة والأحياء الدقيقة، ألكسندر غينسبورغ، فانّ “خبراء المركز ابتكروا لقاحاً جديداً مضاداً لمتغيرات أوميكرون BA.4 وBA.5”. ولقاح سبوتنيك V هو أساس اللقاح الجديد، ويحتوي على مجموعة محدَّثة من المستضادات لمكافحة المتغيرات الأخيرة للفيروس التاجي. واللقاح الجديد جاهز للاختبار، وبعد انتهاء إجراءات التسجيل سيطرح في الأسواق.

وحسب غينسبورغ “كل مستضاد جديد في اللقاح الحالي، محسن ضد أحدث المتغيرات، ويعتبر دواء جديداً يتطلب اختباراً طويل الأمد. لذلك بهذا النهج، يستحيل الحصول على علاج حالياً لـCOVID-19، لأنه بحلول وقت تسجيل الدواء، يكون هناك ما يكفي من الوقت لظهور متغيرات جديدة للفيروس التاجي المستجد”.

وأشار الى أن “الأطباء يدركون ضرورة تغيير تركيبة اللقاحات بسرعة حتى في حالة الانفلونزا، بحيث تحدد منظمة الصحة العالمية التطعيمات ضد هذا المرض سنوياً. وبناء على التوصيات الواردة، تنتج كل دولة لقاحها الخاص. وقد اقترحت على وزارة الصحة عمل الشيء نفسه بالنسبة الى عدوى الفيروس التاجي المستجد”.

يبدو الوضع مستتباً حالياً من ناحية كورونا لكن من المهم الاشارة أيضاً إلى أنّ الإصابة بفيروس كورونا التاجي أكثر من مرة يمكن أن يضاعف من خطر الوفاة وذلك وفق ما كشفته دراسة نُشرت نتائجها في مجلة Nature Medicine الطبية. إذ قال علماء من كلية الطب في جامعة واشنطن: “إنّ الإصابات المتكررة بفيروس كورونا ترفع من خطر الوفاة بسبب تضرّر أعضاء حيوية في جسم الإنسان مثل الرئتين والقلب والدماغ والدم والجهاز الهضمي”.

ووفق القائمين على الدراسة، فإنّ “الإصابة بالعدوى للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، تساهم في مخاطر صحية إضافية في المرحلة الحادة، وهذا يعني أول 30 يوماً بعد الاصابة، وفي الأشهر التي تليها، أي مرحلة كوفيد الطويلة”.

وكان المصابون بالعدوى بصورة متكرّرة أكثر عرضة بـ3 مرات ونصف المرة للإصابة بمشكلات في الرئة، و3 مرات أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، وأكثر عرضة بمعدل مرة ونصف المرة للإصابة بمشكلات في الدماغ مقارنة بمن أصيبوا بفيروس كورونا مرة واحدة.

وفحص الفريق البيانات الخاصة بمجموعة التحكم المكونة من 443 ألف شخص ثبتت إصابتهم مرة واحدة، و41 ألفاً أصيبوا بكورونا مرتين على الأقل. في المجموعة الأخيرة، عانى معظم الأشخاص من إصابتين أو 3 إصابات، وأصيب عدد صغير بالفيروس 4 مرات. ولم تكن هناك حالات تتعلق بأشخاص أصيبوا بكورونا 5 مرات أو أكثر. وجاءت العدوى من مجموعة من المتغيّرات بما في ذلك دلتا وأوميكرون.

لذلك، لا نزال ندور حول النقطة نفسها وهي الوقاية والحفاظ على النظافة الشخصية والابتعاد عن التجمعات الكثيفة والحصول على اللقاح للحماية وعدم تكرار الاصابة حتى ولو كانت الاعراض خفيفة لأنّه حسب دراسة سابقة، من بين الأشخاص المصابين بكورونا، يحتفظ واحد من كل ثمانية بأحد الأعراض المرتبطة بالمرض على المدى الطويل. ومن هذه الأعراض: ألم البطن، صعوبة في التنفس، آلام في العضلات، فقدان حاسة الذوق أو الشم، وخز، انزعاج في الحلق، هبات ساخنة أو باردة، ثقل في الذراعين أو الساقين وإرهاق عام أيضاً.

شارك المقال