السوشيال ميديا تُهدي طليس الشهرة!

تالا الحريري

بعد حملة التهاني والمباركات للشاب علي الهادي طليس بشأن دخوله موسوعة “غينيس” لكونه أصغر شاب مخترع، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الشاب الآتي من بلدة بريتال في البقاع واختراعه سيارة تعمل على طاقة الهواء عارضة شهاداته الخاصة، الا أن قناة “الجديد” فضحت المستور، بعد التحقق من الموضوع والتواصل مع “غينيس” التي نفت بدورها الأرقام والأقاويل التي يتداولها طليس.

لم يظهر هذا الشاب بعد ذلك ليبرر أو ينفي هذه المعطيات، وبقي ملتزماً الصمت فيما بلدته لا تزال تسانده، وكذلك أشخاص كثيرون لاموا “الجديد” على تدخلها في التحقيق بهذا الموضوع. وأشادوا بطليس كونه إستطاع جذب الرأي العام بصورة هائلة حتى ولو كان كاذباً، والبعض الآخر أيده في فعلته كونه لن يشتهر سوى بهذه الطريقة.

أناس كثيرون تداولوا بنجاح علي ومنهم الاعلامي والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر الذي وصفه بحسن كامل الصباح. ونشر عبر حسابه على “تويتر”: “لبنان _علي الهادي ديب طليس ابن بلدة بريتال في بعلبك، يكسر الأرقام القياسية ويدخل موسوعة غينيس. صاحب اختراعات ثلاثة ومسيرة التفوق لديه حافلة بالانجازات. #مبدع_من_البقاع”.

ولدى سؤال “لبنان الكبير” له عن الأخبار التي تبين أنّها كاذبة، أجاب: “بصراحة مزعوج من الموضوع، ما بدي علق قبل ما تتوضح الصورة أكثر”.

عبد الله: المستخدمون يصدقون ما ينشرونه

وفي الاطار نفسه، أوضحت الباحثة في علوم الاعلام والاتصالات مي عبدالله لـ”لبنان الكبير” أنّ “وسائل التواصل الاجتماعي هي فضاء مفتوح، واليوم بانفتاح هذا الفضاء لكل الناس وتعليق الجميع، يجعل المستخدمين ينشرون ما يشاؤون والمشكلة أنّهم يصدقون ما ينشرونه حتى وإن كانت الأخبار التي تُنشر مبنية في بدايتها على وهم أو اختراع شخصي أو معلومة غير مؤكدة”.

وأكدت أن “هذا الانتشار وهذه الكثافة في المعلومات وهذه الحرية في النشر، كلها تجعل هذا الفضاء مزدحماً بالأخبار التي قد تكون في معظمها غير صحيحة وغير مؤكدة مثل موضوع علي طليس، الذي يقول انه حصل على براءة الاختراع وعرض هذه الأرقام القياسية، ربما صدق في ما قاله أي ربما قام بتقديم الطلب إلى غينيس وشعر أنه حقق هذه الأرقام، لكن أحياناً يشرد الكاتب أو من يضع الخبر ليبالغ في إضافة تفاصيل غير صحيحة ولا يكون دقيقاً”.

وأشارت إلى أنّ “وسائل التواصل الاجتماعي تشجع على هذا الأمر. وأعود إلى نظرية المتاهة هناك متاهة حقيقة في استخدام وسائل التوصل الاجتماعي، ويجب أن ننتبه دائماً الى أن لا نتوه في هذا الاستخدام وفي التلقي أيضاً. يجب أن نتأكد مما ننشره بدقة وفي الوقت نفسه أن نسأل ونتأكد مما نتلقاه وهذا ما فعلته قناة الجديد”، مذكّرة بـ “دور الاعلام التقليدي والرقمي في المساءلة والتأكد من مصادر الأخبار. فهنا يستعيد الاعلام دوره كمسؤول اجتماعي في المراقبة والتأكد من الخبر الزائف وتصحيحه وهذه هي وظيفته الأهم”.

حمدان: وسائل التواصل تساهم بخلق الفرص

أما الدكتورة في علم الاجتماع أديبة حمدان فقالت لـ”لبنان الكبير”: “بكل بساطة يمكن أن تكون لدى هذا الشاب حالة معينة، لا يمكننا أن نحكم عليه من الظاهر فقط. قد يكون لديه نوع من المشكلات النفسية وغيرها التي تجعله يطلق أخباراً حول نفسه”.

أضافت: “اليوم في ظل التطور التكنولوجي تساعد وسائل التواصل الاجتماعي على الشهرة وأن يطلق الشخص على نفسه صفة مخترع. هناك شقان للقضية، الأول يتعلق بشخصه أنّ لديه حالة دفعته الى أن يطرح نفسه بهذه الانجازات وفي الأساس ليس لديه هذا الاختراع، والشق الثاني يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي التي تساهم في خلق فرصة أمام أي شخص قد يكون يستأهلها أو لا”.

وشددت على وجوب “معرفة لماذا قام بذلك وإذا كانت لديه سابقة في هذه الأمور. من الممكن أن لا تكون هذه المرة الأولى له لكن أهله وضيعته معتادون عليه لتميزه في المجتمع المحيط به. ثانياً لماذا قرر إظهار نفسه في هذا الوقت؟ يجب المعرفة أكثر عن ظروفه، لكن الأوضاع العامة في البلد والتراخي في الرقابة والتعاطي مع هذه الأنواع هي من الظواهر التي تشجع الناس أكثر على إطلاق أنفسهم”.

وبالنسبة الى قناة الجديد، اعتبرت أن “هذا دور إيجابي للاعلام أن يحقق في هذا الموضوع وأن يثبت المصداقية”، لافتة الى أنه “لو كان لديه اختراع فعلاً فهناك مسار علمي وقانوني يستطيع تسجيل هذا الاختراع فيه وليس من خلال همروجة على وسائل التواصل الاجتماعي. عندما يثبت هذا الاختراع عندها لا يكون الاعلام ملزماً بإجراء تحقيق”.

شارك المقال