“اللوحات البيض” تزاحم سائقي السرفيس

تالا الحريري

منذ بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان، ظهرت سيارات أجرة تحمل لوحات بيض وتعمل بتطبيق Bolt الذي انتشر بصورة كبيرة بسبب تعرفته التي كانت تقل عن السرفيس، اذ كانت تتراوح بين 20 و25 ألف ليرة فيما كانت تعرفة السرفيس بين 30 و40 ألفاً. أما الآن فانعكست الآية، فبينما يتقاضى السرفيس 50 ألف ليرة على الراكب يشترط سائق اللوحة البيضاء تعرفة 100 أو 150 ألف ليرة عدا عن غياب السلامة العامة.

هذا الأمر كان يستدعي دائماً احتجاجات من السائقين العموميين، وآخرها اعتصام نفذه تجمع السائقين العموميين أمام مقر وزارة الداخلية، للمطالبة بتطبيق القوانين لاسيما لناحية اللوحات البيض التي لا يحق لأصحابها العمل على سيارات الأجرة إضافة إلى الدراجات النارية و”التوك توك” والتطبيقات الأخرى اللاشرعية التي تزاحم السائقين العموميين في عملهم ولقمة عيشهم.

طليس: أصحاب اللوحة البيضاء خطر

وفي السياق، أشار رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس لـ”لبنان الكبير” إلى أنّهم قدموا الكثير من الشكاوى الى الوزارة والقضاء ولكن لم يُتخذ أي إجراء بحق هؤلاء بل على العكس زاد عددهم، معتبراً أنه “لا يمكن لشخص عادي اليوم ارتداء لباس الجيش وممارسة مهامه كما يحلو له وكذلك مهنتنا، التي يحميها القانون”.

وأوضح أن “هناك في القانون ما يمسى باللوحة العمومية لنقل الركاب، وهي للبيع والتداول، يشتريها السائق ثم يدخل الى النقابة وتصبح عليه رسوم للضمان وللدولة وبراءات ذمة واجراءات كثيرة”.

واعتبر طليس أنّ “أصحاب اللوحة البيضاء يشكلون خطراً على السلامة المرورية وخطراً أمنياً لأن صاحب السيارة العمومية سيارته معروفة ومعلوماته موجودة في وزارتي الاشغال والداخلية والنافعة والنقابة. فعند فقدان أي راكب محفظته يمكن أن يتصل بالنقابة ويعطي رقم السيارة وبكبسة زر نبرز كل المعلومات عن السيارة والسائق، أمّا السيارة ذات اللوحة البيضاء فلا معلومات عنها لدى الدولة كسيارة أجرة”.

ونفى الأخبار المتداولة عن وصول تعرفة السيرفيس إلى 80 ألف ليرة، مؤكداً أن “لا تعرفة جديدة وكل ما يُحكى الآن مجرد كلام فقط. التعرفة تصدر عن وزارة الأشغال العامة والنقل فقط والا نصبح كسوق عكاظ أو مزرعة”.

ومع كل تلك المناشدات لا تزال السيارات التي تحمل اللوحات البيض تعمل “على ذوقها” وتفرض على الراكبين شروطها، ولا أحد يوقفها. كما أنّ بعض الناس يرتاح لدى الصعود في سيارة اللوحة البيضاء كونها أكثر خصوصية ومكيفة وحديثة بينما السرفيس يجمع عدّة ركاب في آن واحد وقد لا تكون سيارته فخمة ولكن تيسّر الحال. في النهاية يسعى سائق السرفيس جاهداً الى جمع لقمة عيشه في سيارة “يمشّي” بها أموره، كما يعمل سائق السيارة ذي اللوحة البيضاء للهدف نفسه لكنه يتعدّى على صاحب المصلحة والمسجل قانونياً ليمارس عمله الذي يعتبر غير شرعي.

شارك المقال